النجاح الإخباري - أطلق مركز الارشاد والتدريب للطفل والاسرة أول برنامج تدريبي في علم النفس التطبيقي، وذلك بالتعاون مع شركائه في بلدية غلاسكو وخدمات الصحة الوطنية في جلاسجو- قسم التخصصية للأطفال، وجامعتي غلاسكو وداندي في اسكتلندا.

وجرت مراسم اطلاق المشروع باحتفال كبير اقيم في فندق قصر جاسر، وحضره رئيسة بلدية غلاسكو الاسكتلندية اللورد بروفوست ايفا بولاندر ونائب رئيس بلدية بيت لحم حنا حتانيا، ومدراء مديرات الصحة والتربية والتعليم سامي مروة والتنمية والاجتماعية خالد اطميزي والدكتور نائل عبد الرحمن رئيس مجلس ادارة الارشاد والتدريب للطفل والاسرة.

وفي بداية الاحتفال باطلاق المشروع تم عزف النشيدين الوطني الفلسطيني والاسكتلندي، تلى ذلك كلمة ترحيبية من الدكتور نائل عبد الرحمن رئيس مجلس الإدارة في مركز الارشاد والتدريب للطفل والأسرة، حيث تحدث عن اهمية المسروع وتطوره واثره على المستوى الفلسطيني سيما انه يركز على الاطفال، مثمنا تعاون مختلف الحهات وعلى راسها الشركاء في مدينة غلاسكو من مختلف المؤسسات الشريكة هذا الى جانب تثمين تعاون مختلف الجهات الفلسطينية من وزارات خصوصا وزارتي الصحة والتربية والتعليم.

وأعلن الدكتور نائل عبد الرحمن عن إقامة مؤتمر لعرض المقالات العلمية التي قام مركز الارشاد وشركائه من جلاسجو بتطبيقها واستخدامها لبناء برنامج التدريب، وذلك في تشرين الثاني من عام 2019، والذي يصادف الذكرى الـ 25 لتأسيس مركز الإرشاد والتدريب.

وأضاف أن البرنامج يأتي ضمن أهداف مركز الإرشاد والتدريب للطفل والأسرة في المساهمة في تطوير الصحة النفسية وزيادة كفاءات العاملين في هذا المجال في فلسطين.

 

وقال الدكتور نائل عبد الرحمن إن المجتمع الفلسطيني يعاني لعقود من الزمن من الاحتلال الإسرائيلي الذي يحرمه من أبسط حقوقه، كحرية التحرك والعيش الكريم والإحساس بالأمان، وأن ممارسات الاحتلال ضد شعبنا تؤثر بشكل كبير على صحة المجتمع بجميع فئاته، خصوصا الصحة النفسية للأطفال الذين يشكلون 45.3 % من السكان، وهم الفئة الأكثر عرضة للمشاكل النفسية التي تتمثل في سلوكهم وتحصيلهم الدراسي مما يؤثر سلبًا على مستقبلهم.

واشار مركز الارشاد والتدريب للطفل والأسرة بتطوير فكرة هذا البرنامج التي جاءت نتيجة الاحتياج الملحوظ إلى توفر توجه شمولي في التعامل مع الأطفال، بحيث يدمج بين التوجهات الإكلينيكية والتوجهات التربوية التطبيقية لتطوير كفاءات الأخصائيين النفسيين العاملين مع الأطفال في المؤسسات والمدارس ومراكز الصحة النفسية في فلسطين..

من جهته، خالد اطميزي من مديرية التنمية الاجتماعية تحدث عن البرامج الخاصة بالوزارة المختلفة في هذا المجال لاسناد العائلات الفلسطينية، متحدثا عن اهمية المشروع من اجل حماية الاطفال مشددا على جاهزية الوزارة للتعاون مع مختلف الجهات لانجاح المشروع.

من جهته قال الدكتور اسامة النجار مدير عام الخدمات الطبية ان الاطفال الفلسطينيين يتعرضون لانواع مختلفة من الاعتداءات الاسرائيلية اليومية التي تؤثر عليهم نفسيا حيث تحدث عن وجود ٤٥٠ طفلا في سجون الاحتلال، مشيرا الى ان من نسبته ٤٧% من الاطفال وفق احصائيات محلية ودولية يتعرضون لقمع الاحتلال.

واضاف النجار" عند الحديث عن الطفولة فاننا نتحدث عن المستقبل وبالتالي لا بد من ايلاء اهمية اكبر للحديث والعمل في مجال الصحة النفسية للاطفال مشددا على ان ٩٩ بالمائة من الاشكاليات النفسية لدى الاطفال ناتجة عن الاحتلال."

واكد ان الوزارة تعمل منذ مدة مع بلدية غلاسكو ومركز الارشاد، مشيرا الى ان ما يميز هذا المشروع انه بني على اساس علمي لمعرفة الاحتياجات والبرامج التعليمية وما نحتاجه هو التطبيق الميداني للصحة النفسية، موضحا" نحتاج الى خبرات وقدرات للوصول الى نتائج ايجابية".

واعرب عن ثقته بان هذا المشروع سينجح وستكون مخرجاته متميزة مما سينعكس ايجابيا وسيكون له اهمية في احداث التغيير الايجابي، لان هناك تجارب مجتمعية للصحة النفسية على الاسرى وابنائهم موضحا ان له تجربة شخصية عندما اعتقل بالماضي على ايدي جيش الاحتلال.

من جهته تحدث الاستاذ سامي مروة مدير التربية والتعليم عن اهمية الارشاد النفسي للاطفال والطلبة، وعن تاريخ عمل الوزارة منذ تاسيسها عام ١٩٩٤ حيث لم تكن خدمة الارشاد النفسي متوفرة في المدارس التي كانت تخضع للاحتلال الاسرائيلي

واكد مروة ان الوزارة ومنذ السنة الاولى لتاسيسها اسست دوائر الارشاد ادراكا منها لما يتعرض له ابناؤنا بفعل الاحتلال الاسرائيلي والحاجة لارشادهم، مشددا على ان اطفالنا بحاجة لتحصين وحماية.

وتحدث مدير التربية والتعليم عن نماذج معاناة الاطفال في المدارس بفعل الاحتلال مثل ما يعانيه اطفال وطلبة مدرسة تقوع شرق بيت لحم حيث يمر الطلبة من امام حواجز الاحتلال الذي يصر على الوقوف بمداخل القرية ومداخل المدرسة.

واشار مروة الى نماذح من البرامج المختلفة المنفذة بالتعاون مع مجموعة من العديد من المؤسسات المتخصصة من بينها وابرزها مركز الارشاد والمتمثل بالبرنامج الحالي الذي ينظر اليه من قبل الوزارة بعين الاهمية، خصوصا انه يسعى لتطوير اداء وقدرات الاخصائين الاجتماعيين والنفسيين وخصوصا انه بني على دراسة الواقع الفلسطيني كما انه يتضمن سيكون تطبيق ميداني الذي يعتبر عنصر هام.

وشكر مروة مركز الارشاد على تميزه بالعمل وتعاونه مع التربية والتعليم، شاكرا بلديات بيت لحم وغلاسكو وكافة الشركاء الفلسطينين والاسكتلنديين على هذا المشروع المتميز.

من جهتها قالت رئيسة بلدية غلاسكو ايفا ان هناك علاقات خاصة بين البلديتين والمدينتين بيت لحم وغلاسكو معربة عن سعادتها لوجودها اليوم ببيت لحم، مؤكدة ان هذه الزيارة لها لن تكون الاخيرة حيث ستعود بعد المزيد من العمل من اجل فلسطين وبيت لحم معتبرة المشروع خطوة مهمة للطرفين اللذان يتبادلان الخبرة في هذا المجال المهم والحيوي للاجيال المقبلة في فلسطين في ظل الاوضاع التي تعاني منها.

واكدت ان هذا التعاون بهذا المجال ليس الوحيد بين غلاسكو وبيت لحم، مشيرة الى نماذج تعاون في مجالات مختلفة موضحة ان العلاقات تطورت في مجالات التبادل الثقافي والتعليمي والموسيقي، موضحة اننا هنا اليوم للتعاون مع مختلف الجهات الفلسطينية الاهلية والرسمية لتطوير القدرات والتعاون للوصول لحاجات الاطفال والاهالي بفلسطين لاسنادهم من خلال هذا المشروع.

واكدت ان مدينتها غلاسكو مدينة تجمع الكثير من المهاجرين وترحب بهم وتعرف الكثير عن الواقع بفلسطين وما يعانيه الشعب الفلسطيني، كما انها مدينة تسعى لحماية الانسانية وبالتالي هي تفتح المجال امام المهاجرين الذين يعانون في بلدانهم خصوصا اولئك الذين يعانون من بطش الحكام المنتهكين لحقوق وانسانية شعوبهم.

وشكرت اللورد بروفوست ايفا بولاندر كل الشركاء بالمشروع من كلا المدينتين ببيت لحم وغلاسكو للوصول الذين عملوا بكل جهد من اجل تطوير هذا البرنامج الذي يفتح الافاق في اكثر من مجال للفلسطينين مشددة على الالتزام بالتوامة والشراكة والعمل على تعزيز العلاقات بين مدينتها ومدينة بيت لحم.

من جهته رحب حنا حنانيا نائب رئيس بلدية بيت لحم برئيس بلدية غلاسكو والوفد المرافق لها وشكرهم على دعمهم المتواصل لبيت لحم مشددا على ان المشروع مهم و سيساهم بالرقي للخدمات المقدمة للاطفال بفلسطين بشكل خاص ولذويهم بشكل عام

و تحدث حنانيا عن نماذج المعاناة الفلسطينية للاطفال من اسرى ولاجئين وتهجير وهدم للمنازل معربا عن امله ان يكون المشروع سند لبراءة الاطفال ومساعدتهم لصقل معلوماتهم، شاكرا نائب رئيس بلدية بيت لحم من ساعد وانجز المشروع موضحا ان بلدية بيت لحم لن تدخر اي جهد لمساعدة القائمين على المشروع وتوفير ما يحتاجونه لان هذا المشروع يركز على تقديم الدعم النفسي للاطفال من خلال المرشدين الذي سيعملون على بناء الاطفال مستقبلا وطنيا ونفسيا متمنيا نجاح المشروع.

وفي ختام الفعاليات تم عرض فلم قصير يوثق لتاريخ الشراكة الفلسطينية الاسكتلندية في هذا المجال التي بدات عام ٢٠١٥، وكيفية ومراحل تطور المشروع، تلى ذلك عرض فني للخبراء بالمشرع الذي تحدث فيه المختصون والمدراء المهنيين الدكتور سيزر حكيم المدير المهني لمركز الارشاد والتدريب للطفل والاسرة والبروفيسور هيمش مكلود مدير برامج الدكتوراة في علم النفس الاكلينيكي بجامعة غلاسكو الاسكتلندية، والذين تحدثوا عن اهمية وتفاصيل المشروع وما سيتضمنه ويتضمنه اعتمادا على دراسة و احتياج و واقع فلسطين في هذا المجال.

وتضمن العرض فكرة برنامج التدريب المبنية على تطوير مهارات وقدرات تدمج عدة تخصصات في علم النفس، منها تطور الطفل وعلم النفس العيادي والتربوي، إضافة الى التفكير البحثي.

وفي نهاية فعاليات اطلاق المشروع تبادلت رئيسة بلدية غلاسكو الاسكتلندية اللورد بروفوست ايفا بولاندر و الدكتور نائل عبد الرحمن رئيس مجلس الإدارة في مركز الارشاد والتدريب للطفل والأسرة الهدايا التذكارية، حيث عبرت ادارة المركز عن شكرها العميق لمدينة غلاسكو على التعاون معها في هذا المشروع.