النجاح الإخباري - كتب موقع مكور ريشون العبري عن وحدة المستعربين التابعة لحرس الحدود الإسرائيلي في مدينة القدس: أنهم  يعرفون اللغة والأزياء جيداً حتى يعرفون القيل والقال في كل القرية، يتدربون للحظة الصدام، يتعلمون التخفي في وسط تجمعات شعبية فلسطينية غاضبة، كل ذلك من أجل اللحظة المصيرية التي سيتلقون فيها التعليمات للعمل والانقضاض بأيدي عارية على منظمي الاحتجاجات، وعلى مطلوبين كبار”.

في الذكرى ال 25 لتأسيس الوحدة تحدث قائد الوحدة للمرّة الأولى عن الحياة اليومية للوحدة، وعن المخاطر التي تتعرض  لها منها عمليات سحل محتملة، كما تحدث عن الأخطاء الكبيرة في مسلسل “فوضى” الذي يحاول أن يعرض طبيعة عمل الوحدة.

وتابع الموقع العبري: عناصر وحدة المستعربين يتوجهون لمواقع المواجهات بأزياء يبدون فيها مواطنين من القدس الشرقية وبكل التفاصيل، على رقبتهم الكوفية، وفي يدهم علم فلسطين، وعميقاً داخل سرواليهم يخفون مسدساتهم.

من المشاكل التي تواجه عمل وحدة المستعربين  قال قائد الوحدة هو عمليات الاحتجاج المنظمة، النشطاء الفلسطينيين في مثل هذه الاحتجاجات يفحصون كل من يدخل للتظاهرة، وفي شرقي القدس ومعظمهم يعرفون بعضهم.

على الرغم من المعيقات إلا أن عمل الوحدة مستمرة، يذهب العنصر الكبار في السن في المقدمة، ومن خلفهم صغار السن من الوحدة، وهكذا يتسربون واحد تلو الآخر لداخل التظاهرة، ينتشر عناصر الوحدة بين المتظاهرين ويحصرون الأشخاص الأكثر تطرفاً من بينهم، وفي اللحظة التي يضع كل عنصر عينه على الهدف تصدر التعليمات للبدء بالفعل، وبعد بدء أعمال العنف والفوضى يبدأ عناصر وحدة  المستعربين بالاعتقالات.

قائد الوحدة قال، وحدة المستعربين في القدس خاضعة للواء القدس في الشرطة الإسرائيلية، لواء القدس هو من أكثر المواقع تعقيداً ومن كل الجهات، الوضع في القدس حساس ومتفجر، وحدث صغير يمكن أن يشعل الأوضاع على الأرض من صفر لمائة.

بوابات الكترونية، إعلان ترمب، المنطقة تشتعل، وبسبب هذا التعقيد فإن منطقة القدس هي الوحيدة التي لديها وحدة خاصة  من المستعربين تحت تصرفها ، وقد ظهرت الحاجة إلى مثل هذه الوحدة في المراحل  الأولى من الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

قائد شرطة حرس الحدود الإسرائيلي في حينه  في القدس آنذاك ألك رون  رأى إلى أنه يفتقر إلى ذراع  عملياتية خاصة بقدرات تتجاوز قدرات وحدات شرطة حرس الحدود العادية، وأنشأ “سيريت ميج” “B2″، والتي قضت العامين الأولين  في عمليات التدريب، ووجودها كان سرياً في حينه.

وعن الظروف التي أدت للكشف عن الوحدة قال قائد الوحدة، في العاشر من أكتوبر من العام 1994 فتح شرطيان فلسطينيان النار على إسرائيليين في القدس، قتلوا اثنان وأصابوا ستة عشر بجروح، عناصر من وحدة المستعربين كانوا على مقربة من المكان وصلوا وقتلوا مطلقي النار، بعد العملية منح وسام لأحد عناصر الوحدة، حين فُهم أن الحديث يدور عن وحدة نوعية، فتم الكشف عن وحدة المستعربين.

بالإضافة لوحدة “يسام” ، يوجد لحرس الحدود الإسرائيلي وحدة مستعربين أخرى في الضفة الغربية والجنوب، يتدربون ثلاثة أيام في معسكر بيت حورون، يتدربون على اللياقة البدنية، وإطلاق النار، وتستمر كل دورة لثلاثة شهور.

وعن أصل التسمية للوحدة بالمستعربين، قال أن الإسم جاء من مصطلح “استعرب”، والتي تعني اندماج شص غير عربي في بيئة عربية، ويطبق كل عاداتها وتقاليدها، لهذا يتدرب عناصر وحدة “يسام” على التعرف على طبوغرافيا المكان، وعادات وقيم كل قرية، والعشائر، والتوازن بينها، ومشاكلها وحالات الاغتيال فيها.

وعن حجم عمل الوحدة قال قائدها، اليوم حجم عمل هذه الوحدة غير مسبوق، في العام 2016 كان لنا عمليات ضد 780 هدفاً، وهذه الوحدة لديها عملية واحدة أو اثنتين في اليوم الواحد على الأقل، كما تقوم الوحدة بعمليات لمنع نشاطات معادية حسب تعبير قائد الوحدة، ومن مهامها الحفاظ على ما سماه النظام العام، منها منع إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة، ومتفجرات.

كما تعمل الوحدة على محاربة الجرائم الخطيرة  بين العرب في المدينة مثل عمليات التجارة في المخدرات والوسائل القتالية، لدينا قدرات عملياتية واستخبارية لا استطيع الحديث عنها، وأحياناً نضع الوحدة تحت إمرة جهاز الشاباك والجيش.

 ترجمة  محمد أبو علان دراغمة