النجاح الإخباري -     وجّه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الدكتور صائب عريقات اليوم رسالة رسمية إلى البعثات الدبلوماسية في فلسطين، دعا فيها إلى اتخاذ إجراءات عملية لردع انتهاكات الاحتلال، وتحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته القانونية والسياسية والأخلاقية. 
ودعا عريقات في رسالته دول العالم إلى نشر قائمة الشركات المتورطة مع الاحتلال الإسرائيلي والمشروع الاستيطاني في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، واصفاً أية محاولات لمنع نشره بغير الأخلاقية والمتواطئة مع الانكار المنهجي لحقوق شعبنا. وجدد عريقات مطالبات فلسطين بحظر منتجات المستوطنات الإسرائيلية والاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967. وقال: " نتوقع من هذه الدول المشاركة في البند رقم 7، بشأن حالة حقوق الإنسان للأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، ووضعه على أجندة المجلس في وقت لاحق من هذا الشهر في جنيف". مؤكداً ان القيادة شددت خلال لقائها بالأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس على ضرورة متابعة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2334.
وأضاف: " شملت الممارسات غير القانونية الأخيرة ما لا يقل عن 56 خطة لبناء 4909 وحدات استيطانية استعمارية بين كانون الثاني و آب 2017. والذي يمثل ارتفاعاً حاداً بنسبة 85 في المائة مقارنة بجميع الوحدات الاستيطانية المصادق عليها خلال عام 2016، والذي يهدف أيضاً إلى توسيع نطاق ضم الأراضي الفلسطينية إلى ما يسمى "بلدية القدس"، بما يشمل المناطق الواقعة في محافظة القدس الشرقية وكذلك منطقة بيت لحم الغربية ".
وأشار عريقات إلى قرار مجلس وزراء الاحتلال الأحد الماضي المضي قدماً في بناء مستوطنة جديدة غير قانونية في منطقة جالود بين محافظتي رام الله ونابلس، بالاضافة الى القرار العسكري الذي اتخذ الأسبوع الماضي لتوسيع "الحدود" ومنح المستوطنين الذين يعيشون في الخليل بشكل غير قانوني"السلطة البلدية"، علماً أنه موقع مدرج على قائمة "اليونسكو" للتراث العالمي. وقال:" هذا ليس فقط انتهاكاً إسرائيلياً جديدًا لالتزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، ولا سيما مجلس الأمن 2334، ولكن أيضا لاتفاق الخليل الموقع بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في عام 1997. وفي هذا السياق، نعتبر تصريح السفير الأمريكي في تل أبيب، ديفيد فريدمان، في إشارة إلى الوضع المذكور أعلاه بأنه "احتلال مزعوم" أمراً مرفوضاً.
وركز عريقات على انعكاس ممارسة التحريض الإسرائيلي الممنهج ضد حقوق شعبنا في الخطابات الرسمية، مورداً الأمثلة على ذلك بما فيها تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الأخيرة خلال خطابه أمام آلاف المستوطنين الذين تجمعوا في مستوطنة إسرائيلية استعمارية غير مشروعة في الضفة الغربية المحتلة: "نحن هنا لنبقى، لن يكون هناك اقتلاع إضافي للمستوطنات في أرض إسرائيل، نحن نحرس السامرة ضد أولئك الذين يريدون اقتلاعنا، سوف نعمق جذورنا وسنبني ونقوى ونستوطن "، بالاضافة الى غيرها من تصريحات وخطابات المسؤولين الرسميين.
كما نوّه عريقات ان "القيادة تتابع قضية باب الخليل ومحاولات المستوطنين، بدعم من الحكومة الإسرائيلية، الاستيلاء على ثلاثة مبان هامة تملكها البطريركية الأرثوذكسية عند مدخل البلدة القديمة والتي تفصل بين الأحياء المسيحية والأرمنية، مما يؤثر بشدة على الوضع الراهن ويهدد بشكل خاص الهوية الفلسطينية والوجود في القدس.
وأكد عريقات أنه "لم يكن بالإمكان القيام بهذه الأعمال والممارسات دون تواطؤ المجتمع الدولي، في الوقت الذي تدفع به الحكومة الإسرائيلية بكل جهودها من أجل عملية تطبيع الاحتلال واستعمار فلسطين، بما في ذلك محاولة التمييز بين مختلف المستوطنات الاستعمارية الإسرائيلية (بما في ذلك استخدام مصطلح "الكتل الاستيطانية" الإسرائيلية التي لا تعترف بها فلسطين وبقية المجتمع الدولي)" .
وختم عريقات رسالته بالتأكيد أن القيادة الفلسطينية تعمل بجد من أجل فتح أفق سياسي يحمي ويحقق حقوق شعبنا التي طال انتظارها، بما في ذلك التعاون مع الإدارة الأمريكية وروسيا وفرنسا والسويد وجنوب أفريقيا وألمانيا والمملكة المتحدة والصين وبقية الجهات الفاعلة الدولية المهتمة باستئناف العملية السياسية.