النجاح الإخباري - تمكن متهم قاصر (17 عاما) من مدينة حيفا، أول من أمس الأحد، من الهروب بعد انتهاء جلسة المحكمة على متن دراجة نارية.

وكان القاصر قد اتُهم بأنه أقل المجرم الذي أطلق النار وقتل الشاب أمير حلف من بسمة طبعون وأصاب آخر بجروح خطيرة في سوق "تلبيوت" بحيفا في تاريخ 06.07.2017.

وكانت قاضية المحكمة، باتينا طاوبر، قد استجابت لطلب المتهم وتوصية ضابط الأحداث بإعادته لمدة 48 ساعة إلى الإصلاحية التي كان محتجزا فيها بهدف توضيب أغراضه الشخصية.

وبحسب المعلومات المتوفرة، كان المتهم برفقة مراقب من الإصلاحية سبق أن أحضره للمحكمة بسيارة الإصلاحية، وبعد انتهاء جلسة المحكمة توجها إلى مكان السيارة في الساحة الخلفية للمحكمة، فأقدم مجهول على متن دراجة نارية وقفز خلفه المتهم وفرا هاربين بسرعة من المكان وفقا لموقع 48.

خطر على الجمهور

ولا تزال الشرطة الاسرائيلية تبحث عن المتهم، حيث قال المحامي الموكل بالدفاع عنه، حمودي مصري، إن "الشرطة لا تفعل شيئا من أجل القبض على المتهم، لم تأخذ الأمور بجدية رغم أن المتهم صُنّف بأنه عنيف وخطير جدا على الجمهور".

 

وأضاف أن "موكلي كان من المفروض أن يدخل السجن بعد يومين، وفي الأسبوع القادم سوف يتم 18 عاما من عمره، وتقرر في جلسة المحكمة الأخيرة منحه 48 ساعة لجمع أغراضه من الإصلاحية، تمهيدا لدخوله السجن وبدء محكوميته، إلا أنه بعد جلسة المحكمة فرَّ هاربا".

وانتقد المحامي مصري عمل الشرطة الاسرائيلية، قائلا إن "الشرطة تماطل في الأمر وتستهين به، كان لديها الإمكانية بجمع الأدلة بسرعة أكبر والعثور على المتهم، من خلال كاميرات المراقبة ومراقبة الدراجة النارية وفق رقمها، إلا أنها اختارت التخاذل في عملها".

وأوضح عدم ظهور أي علامات أو تصرفات تدل بأن المتهم سيهرب، وقال إنه "لم يلمح بذلك للدفاع أو العائلة، والأمر مفاجئ جدا لنا".

وختم المحامي مصري بالقول: "أعتقد أن المتهم غادر حيفا الأمر الذي يعقّد القضية، وبدوري أناشده بأن يسلم نفسه لأنه يعرض حياته للخطر، ويزيد الأعباء على كاهل عائلته أيضا".

فشل ذريع للشرطة

وقالت محامية عائلة ضحية جريمة القتل أمير حلف، عبير بكر، إن "إخفاقات كثيرة كانت للشرطة في هذا الملف وقضية الهروب، وأسئلة كثيرة طرحناها تحوم حولها، ما حصل يعتبر فشلا ذريعا في تعامل الشرطة الاسرائيليةمع القضية".

وأضافت أن "الشرطة والنيابة العامة الاسرائيلية لم تخبر عائلة الضحية حين هرب متهم مركزي بملف قتل ابنهم، وهذا مناف للقانون ويعرض حياة العائلة للخطر، كون المتهم مصنف كخطير على سلامة الجمهور، وفق ما أثبتته المحكمة".

وأشارت إلى أنه "من المؤسف أن تعلم العائلة عن هروب المتهم في جريمة قتل ابنها من المحكمة من وسائل الإعلام، وهذا يدل على الإخفاق الذي وصلت إليه الشرطة".

 

وأكدت المحامية بكر تقديم شكوى ضد الشرطة والنيابة العامة الاسرائيلية، موضحة أنها "تثير أسئلة كثيرة نريد إجابات عليها، حول إخفاق الشرطة في التعامل مع ملف هروب متهم بجريمة قتل وكأنه ملف سرقة لدراجة هوائية، كيف لمتهم خطير بهذه الدرجة أن يهرب من حرم المحكمة وأن يكون دون رقابة مشددة؟".

وعن أوضاع العائلة، قالت المحامية بكر إن "العائلة تشعر بالخوف والخذلان أيضا من تعامل الشرطة الاسرائيلية، وسوف تقاضي الشرطة والنيابة العامة في هذا الملف".

وختمت محامية عائلة ضحية جريمة القتل بالقول إنه "سنطلب إقامة لجنة تحقيق رسمية، تجيب عن الأسئلة التي طرحناها، وعن الإخفاقات التي حصلت، وعن فشل الشرطة الاسرائيلية الذريع في هروب متهم خطير بجريمة قتل. هذا الملف معقد وخطير جدا، إذ أن المتهم الذي هرب ينتمي إلى منظمات جنائية خطيرة، وبالرغم من كل ذلك فإن الشرطة تتخاذل في التعامل معه، ونحن نطالب بالعثور على المتهم بأسرع وقت".

يذكر أن النيابة العامة قدمت في تاريخ 25.09.2017 لائحة اتهام للمحكمة المركزية في حيفا ضد شاب يبلغ من العمر 18 عاما وقاصرين من حيفا في جريمة قتل الشاب أمير حلف من قرية بسمة طبعون.

ونسبت النيابة للمتهمين تهم القتل ومحاولة القتل والتسبب بإصابات خطيرة، بالإضافة إلى مخالفات حيازة سلاح.

وبحسب ما جاء في لائحة الاتهام "نشب خلافا بين مجموعة شبان، على أثره اشتبك القتيل وأقاربه مع 3 شبان من حيفا كان بحوزتهم سلاح أوتوماتيكي، حيث أقدموا على إطلاق النار نحو المجموعة التي كان من بينها الفقيد فجر يوم 6.7.2016 ما أدى إلى مقتله وإصابة آخرين بينهم قاصر بجراح خطيرة وفقا لموقع 48.