النجاح الإخباري - بحث وزير الخارجية رياض المالكي مساء اليوم الأربعاء، آخر التطورات على الساحة الفلسطينية مع نظيره الإيطالي أنجلينو ألفانو والوفد المرافق له.

وجاء ذلك خلال لقاء عقد في مقر وزارة الخارجية في مدينة رام الله، حيث رحب المالكي بالضيف، معتبراً أن هذه الزيارة تعد فرصة جيدة لاستكمال المشاورات الثنائية بين البلدين خاصة بعد اللقاء السابق الذي عُقد في روما أثناء افتتاح مقر سفارة دولة فلسطين في الفاتيكان بمشاركة الرئيس محمود عباس.

وقال المالكي: إن هذه الزيارة ستأسس إلى علاقات أكثر متانة بين البلدين وفرصة إيجابية يمكن البناء عليها مستقبلاً في سبيل تعزيز العلاقات الثنائية بين دولة فلسطين وجمهورية إيطاليا خاصة في ضوء قرب استحقاق عقد اللجنة الوزارية المشتركة.

وذكر أن زيارة الوزير ألفانيو إيجابية ومميزة في هذه الفترة الراهنة، شاكراً في الوقت ذاته دعم الحكومة الإيطالية لنظيرتها الفلسطينية في المجالات كافة.

وتطرق المالكي إلى آخر المستجدات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والانتهاكات الاسرائيلية المستمرة بحق أبناء الشعب الفلسطيني المتمثلة بسياسة الإعدامات الميدانية واقتحام المدن وحرمان المزارعين من زراعة أراضيهم واستصلاحها من خلال فرض المزيد من القوانين العنصرية.

وأوضح أن القيادة الفلسطينية ستستمر في متابعة عملها بالتوجه الى المحكمة الجنائية الدولية لملاحقة الجرائم الاسرائيلية والتي كان آخرها قيام المستوطنين بسرقة 130 شجرة زيتون في قرية الساوية قرب نابلس في الأيام الماضية.

كما أكد أهمية متابعة قرار الاتحاد الأوروبي بوسم منتجات المستوطنات الإسرائيلية وتطبيقه في محاولة للجم الساسة الإسرائيليين ومنعهم من الجنوح نحو المزيد من المواقف اليمينية المتطرفة والمنادية بنسف مبدأ حل الدولتين والمطالبة بضم الضفة الغربية لإسرائيل، والتصويت على العديد من القوانين العنصرية كتلك المتعلقة بالمسجد الأقصى المبارك، ومنع الأذان وغيرها.

وتطرق المالكي إلى رفض هذه الحكومة للقرارات الدولية خاصة قرار مجلس الأمن 2334 بخصوص وقف الاستيطان، مجددا تأكيده على التزام القيادة الفلسطينية بالعملية السلمية، لتحقيق الدولة الفلسطينية عن طريق الأهداف المشروعة سواء بالطرق الدبلوماسية أو المقاومة الشعبية السلمية.

وبشأن التلويح بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، أكد المالكي أن هذه المسألة ستشكل سابقة خطيرة، محذراً من المغبة التي قد تنشأ إن تم تنفيذ الأمر على المنطقة ككل.

ووضع المالكي نظيره الإيطالي بمخرجات زيارة مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة ولقائه بالرئيس محمود عباس يوم أمس، مؤكداً أهمية فتح وتكثيف قنوات الاتصال مع الإدارة الأميركية الجديدة خاصة بعد مكالمة ترامب ودعوته للرئيس بزيارة البيت الأبيض واحتمالية طرح مبادرة أمريكية لعملية السلام.

وفي سياق العلاقات الثنائية، بحث المالكي مع نظيره الإيطالي الإمكانيات لعقد اللجنة الوزارية الفلسطينية الايطالية المشتركة في النصف الثاني من هذا العام، كما ناقشا سير عملية تطبيق الاتفاقيات بين الجانبين.

وطالب المالكي نظيره الضيف بضرورة اعتراف الجمهورية الإيطالية بدولة فلسطين في محاولة لحماية مبدأ حل الدولتين، خاصة وأن البرلمان الايطالي قد طالب عام 2015 الحكومة الايطالية بالاعتراف بدولة فلسطين.

وأشار إلى أن هذا الاعتراف هو حق طبيعي للشعب الفلسطيني في إقامة دولة المستقلة التي أقرتها المواثيق والقرارات الدولية على حدود الرابع من حزيران/يونيو من العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية أسوة بالدول الأوروبية التي اعترفت بفلسطين.

 كما شكر المالكي الحكومة الإيطالية على ما تقدمه من تدريب للدبلوماسيين الفلسطينيين بشكل دوري في تورينو حول تطوير مهارات الاتصال والاعلام للدبلوماسيين، وبحث إمكانية عقد الدورة التدريبية هذا العام.

من جانب آخر، شكر الوزير أنجلينو ألفانو نظيره الفلسطيني على حفاوة الاستقبال، مؤكدا أن وجوده في دولة فلسطين فرصة لتوثيق العلاقات بين البلدين في كافة المجالات.

وأكد على موقف الحكومة الايطالية المنادي بضرورة إيجاد حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية.

وأوضح أهمية عودة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي الى طاولة المفاوضات، موضحا أن إيطاليا ستبقى تدعم الفلسطينيين من أجل تحسين وتعزيز واقعهم الاقتصادي والتنموي وبناء مؤسساتهم الشفافة وتعزيز الحكم الرشيد وكذلك في مختلف المجالات التي من شأنها تطوير العلاقات بين الجانبين من جهة وعلاقة فلسطين والاتحاد الاوروبي من جهة أخرى.

وقال إن بلاده ستواصل دعم تدريب قوات الأمن الفلسطيني، مؤكداً على أن اللجنة الوزارية المشتركة ستعقد اجتماعها الثالث في ايطاليا في النصف الثاني من هذا العام.

كما أكد ألفانو أن إيطاليا ترغب في المساهمة في إعادة بناء أفق سياسي من أجل حل الدولتين، الذي يعد السبيل الوحيد للمضي قدماً في أمن وسلام المنطقة والاقليم والعالم.

وفي سياق متصل، بحث الطرفان امكانية عقد مشاورات سياسية بين وزارتي خارجية البلدين في العاصمة الايطالية روما في شهر أيار أو حزيران من هذا العام.

كما اتفق الجانبان على أن تأخذ ايطاليا دورها الذي يليق بموقعها كدولة جارة ودولة محورية في الاتحاد الأوروبي ذات موقف محايد وصديق للطرفين من أجل تقريب وجهات النظر بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لإعطاء دفعة لعملية السلام.

كما تم الاتفاق على أن تكون ايطاليا طرف ثالث يدعم المشاريع التي تنفذها الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي في افريقيا، حيث تقدم فلسطين الخبراء والخبرات في مجالات متعددة منها الطب والهندسة والزراعة والطاقة الشمسية وغيرها.

وحضر اللقاء، من الجانب الفلسطيني وكيل وزارة الخارجية السفير تيسير جرادات، ومساعد الوزير للشؤون الاوروبية السفيرة أمل جادو، ومن الجانب الايطالي القنصل العام الإيطالي فاليو سوكولويسز، والمستشار السياسي للوزير الإيطالي جايان لورينزو كورنادو، وعدد آخر من المسؤولين من الطرفين.