النجاح الإخباري - عقدت في قاعة غرفة تجارة نابلس ظهر امس ورشة عمل حول مشروع بناء القدرات للتصدير ، بحضور ممثلين عن غرفة تجارة وصناعة نابلس ، ووزارة الاقتصاد الوطني ، واتحاد الغرف التجارية الصناعية الزراعية الفلسطينية ، ومركز التجارة الفلسطيني (بال تريد) ، والاتحاد العام للصناعات الفلسطينية ، ومنتدى سيدات الأعمال في فلسطين.

ورحب رئيس غرفة تجارة وصناعة نابلس عمر هاشم بالجميع ، مؤكدا اننا في اتحاد الغرف التجارية الصناعية والغرف التجارية في الوطن نولي الاهتمام العالي بقطاع الصناعة والانتاج بشكل خاص ، لا سيما في تعزيز قدرات منشآته وتقديم خدمات مميزة من الاستشارات والتدريب واستكشاف الأسواق والترويج لمنتجاته من خلال المشاركة وزيارة المعارض الداخلية والخارجية ، ومن هنا يأتي تعاوننا في هذا المشروع من اجل البحث عن شركاتٍ إنتاجيةٍ غير مصدّرة ، وبحاجة إلى بناء قدراتها ، لتمكينها من تطوير صناعاتها ومنتجاتها بشكل يتلاءم واحتياجات ومتطلبات الاسواق الداخلية والخارجية المستهدفة.

مؤكدين على ان الغرف التجارية الفلسطينية واتحادها العام تحرص على التشاركية والتكاملية مع كل الشركاء الوطنيين في تقديم الخدمات المختلفة لمنشآت القطاع الخاص الفلسطيني.

واضاف هاشم اننا نأمل أن يساهم المشروع الذي سوف يستهدف (45) شركة في تعزيز قدرات الشركات والمنشآت الاقتصادية في مجال التصدير ، من خلال العمل مع الشركات المتوسطة والصغيرة من المصدرين الجدد والمحتملين ، لتمكينهم من التصدير ، وزيادة عدد الشركات المصدّرة في فلسطين في سبيل رفعة الاقتصاد الوطني ، وتعزيز الناتج المحلي ، والدخل القومي.

وتابع:" اننا نشجعكم على الانخراط الفعلي في هذا المشروع ، لما له من آثار ايجابية على شركاتنا ومنشآتنا الانتاجية على اختلاف قطاعاتها ، والتي تزخر بمنتجات وطنية متميزة نعتز بها ، قادرة على دخول الاسواق الخارجية ، وهنا نسجل اعتزازنا بقطاع الشركات التصديرية التي اقتحمت اسواق العالم بقوة ووصلت الى مختلف القارات في العالم ، وعملت على الحصول على مختلف شهادات الجوْدة الفلسطينية والعالمية ، واثبتت ان المنتج الفلسطيني قادرٌ على فرض نفسه من خلال عناصر الجوْدة ، والسعر ، والتعبئة والتغليف ، والمنافسة في الاسواق العربية والاقليمية والعالمية.

كما اشار هاشم في كلمته الى موضوع شراكة الغرفة مع (اليونيدو) من خلال مشروع (تكتل اثاث نابلس) الذي خطى خطوات كبيرة في تهيئة وبناء هذا القطاع الهام نحو محطات جديدة على رأسها الخروج الى الاسواق الخارجية ، حيث يتم حاليا اجراء الاستعدادات لرحلة عمل الى كل من الكويت والامارات والاردن للتواصل المباشر من اجل ايصال المنتج الوطني الى تلك الدول.

وبالتالي تشكر الغرفة الجهود المبذولة من قبل طواقم (اليونيدو) التي تعمل على التأكيد على توجهات المشروع الحالي والذي يهدف الى فتح آفاق التصدير للصناعة الوطنية.

وقدم هاشم الشكر والتقدير لكل الجهات القائمة على المشروع ، وحيا الجهد الوطني من خلال عمل كل الشركاء فيه على هذا الصعيد ، منوها الى ان الورشة والمتحدثين فيها سيقدمون كافة المعلومات والبيانات التوضيحية التي تستجيب لحاجات ومتطلبات المصدرين الجدد ، كما نعوّل على مواصلة العمل على مخرجاتها ، للأخذ بيد الشركات والمنشآت المعنية إلى أن تصبح في مصاف الشركات المصدّرة ، بما يُسهم في تعديل الميزان التجاري الفلسطيني لصالح الصادرات ، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني ، ورفع قدرة الشركات الاستيعابية للأيدي العاملة ، وتخفيف معدلات الفقر والبطالة في فلسطين ، وضخ مزيد من الاستثمارات ، وتوسيع المنشآت القائمة.

من جهتها ، عبرت مدير عام بال تريد حنان طه عن شكرها للغرفة وللشركاء ، منوهة الى ان المشروع يستهدف الشركات الصغيرة والتي لديها القدرة للتصدير من اجل تشجيع الصادرات ، وبالتالي زيادة عدد المصدرين من اجل اختراق اسواق العالم ، وقالت ان المشروع يستهدف 45 منشأة من كل الوطن ، وسوف يكون هناك مسيرة طويلة من بناء القدرات من خلال التدريب والتوجيه. واكدت على اهمية التصدير للاقتصاد الوطني وانعكاسه على الاستثمار ، مقدمة نماذج عن شركات فلسطينية نجحت في الوصول الى العالم بمنتجات وطنية فلسطينية متميزة.

بدوره ، قال ممثل الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية علي برهم اننا نهتم بكل القطاعات الصناعية والانتاجية ، منوها بنجاح كل الشركاء في ايصال المنتج الوطني الى الخارج وعلى رأسها بال تريد ، مؤكدا ان الصناعة الفلسطينية لديها ابداع ومنتج مميز. وبين ضرورة تخطي العقبات والاهتمام بمجال عمل المشروع الذي سيؤهل عدة شركات فلسطينية لدخول الاسواق الخارجية.

وشدد مدير عام مديرية وزارة الاقتصاد الوطني بشار الصيفي على اهمية المشروع في تطوير المنتج المحلي ، وبالتالي تعديل الميزان التجاري واكد على دعم الوزارة للصادرات من خلال خطة عملها ، وارتباط فلسطين بالاتفاقيات لولوج الاسواق الخارجية . ونوه الى جودة المنتج الوطني وتعا\طف العالم مع الشعب الفلسطيني وضرورة تلبية متطلبات السوق الخارجية من اجل المنافسة.

وعرض الرئيس التنفيذي لشركة الارض للمنتوجات الزراعية زياد عنبتاوي تجربة شركته في اختراق الاسواق الخارجية ، مؤكدا ضرورة العمل على تخطي العقبات ، وايجاد اسواق خارجية ، والعمل على جودة المنتج المراد تصديره ، وكسر الحاجز النفسي ، والعمل على ايجاد موقع الكتروني ، والحفاظ على السمعة الطيبة ، واتباع الاجراءات الرسمية ، مؤكدا ان اتفاقيات الاعفاء الجمركي تساعد كثيرا في دخول اسوق دول العالم ، مشيدا بمشاركة فلسطين في معرضي جولف فود وحلال مؤخرا.

وقدم مسؤول دائرة السياسات في بال تريد شادي شاهين عرضا عن المشروع واجراءاته ، من اجل زيادة عدد المصدرين واتبع ركائز اساسية في المشروع التي تشمل على الشراكات ، والفريق المؤهل ، واقامة اربعة ورشات ، ووضع معايير لاختيار المنشآت ، ووضع برنامج تدريبي مفصل ، والمشاركة في المعارض ، واجراء دراسات . كما شرح شاهين للحضور عن عمل مجلس الصادرات الفلسطيني.

من جهته ، قدم جواد المعطي من وزارة الاقتصاد الوطني عرضا تناول فيه استراتيجية الوزارة في دعم الصادرات من خلال عدة محاور ، من اجل زيادتها ، وبالتالي تنمية الارباح ، وتنويع الاستثمارات ، وتقليص التكاليف ، وادخال عنصر الابتكار ، وتوفير فرص عمل ، وانواع الصادرات الفلسطينية.

  من جهتها ، قالت رزان ابو زيتون من مديرية وزارة الاقتصاد الوطني في نابلس ان التراخيص الرسمية هي جزء اساسي في عملية التصدير ، وخاصة التراخيص الصناعية للمنشآت الانتاجية.

وقدم مسؤول شهادة المنشأ في غرفة تجارة نابلس احمد عكوبة شرحا عن اجراءات اصدار شهادة المنشأ في الغرف التجارية ومتطلباتها المختلفة.

ودار في نهاية الورشة نقاش عام شارك فيه الحضور ، حيث جرى الحديث عن عدة مواضيع وهي تسهيل الاجراءات الحكومية للاستثمار في الصناعة ، واهمية المواصفات والمقاييس الفلسطينية ، والتراخيص الصناعية من عدة وزارات ورسومها وترخيص المنتجات ، والاهتمام بالنفط الابيض في فلسطين وهو الحجر والرخام ، والقدرات الانتاجية واهميتها في تلبية حاجات الاسواق الخارجية ، وزيادة الوعي نحو التصدير ، والتنسيق بين الجهات الرسمية حول دعم الصناعة والانتاج ، وقضية الاستيراد من الخارج واثرها على الانتاج الوطني.

واتفق في ختام الورشة على المتابعة بين مركز التجارة الفلسطيني والحضور من التجار والصناعيين والمستثمرين من خلال نموذج تمت تعبئته من اجل الاستفادة من المشروع ، بما ينعكس ايجابا على الاقتصاد الوطني.