النجاح الإخباري - أكد أكاديميون وسياسيون على أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس، هو بمثابة تعدي سافر على المدينة المقدسة وعلى الحق الفلسطيني في عاصمتهم الأبدية، وأن الواجب الفلسطيني والعربي والإسلامي هو الدفاع عن القدس التي تعد لا يقل شأنها عن مكة المكرمة بالنسبة للمسلمين والمسيحيين على حدٍ سواء.

جاء ذلك خلال ندوة علمية نظمتها جمعية برير شمال قطاع غزة مساء أمس، بحضور الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، والدكتور ناصر حمودة أستاذ التاريخ في جامعة القدس المفتوحة والشيخ إياد عودة محاضر في جامعة غزة، ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وأدار الندوة العلمية الدكتور فريد النيرب، وأعضاء مجلس إدارة الجمعية، وحشد من مخاتير ووجهاء وكبار البلدة وأهلها.

واستعرض السياسي عوكل، قرار ترامب وانعكاسه على القضية الفلسطينية، وأنه مثل صدمة للقيادة الفلسطينية التي تعمل منذ اتفاق أوسلو على حل الدولتين، بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال:" إن قرار ترامب هو أعاد الصراع إلى أساسه على كل الأرض الفلسطينية (فلسطين التاريخية)، وقضى فعلياً على حل الدولتين واتفاق اوسلو، بانتزاع القدس وحق عودة اللاجئين اللذان يمثلان الثوابت الفلسطينية التي على أساسها قامت الثورة الفلسطينية.

وشدد عوكل على أن القدس لها مكانتها الدينية والاقتصادية والسياسية، وأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون دولة فلسطينية بدون القدس، التي يفترض أن يزورها سنوياً خمسة مليار مسيحي، إضافة إلى 2 مليون مسلم، مقارنة بمكة التي يزورها المسلمون فقط.

ولفت الكاتب والمحلل السياسي، أن هناك رؤية أمريكية لفرضها بالقوة على الفلسطينيين، باتجاه تمكين الفلسطينيين في قطاع غزة وتوسع في سيناء (مشروع غزة)، مؤكداً أن ما يجري في سيناء من إرهاب هو مدعوم أمريكيا وإسرائيلياً بهدف تهجير أهل سيناء منها لكي تكون متاحة لتوسيع غزة فيها. مؤكداً على ضرورة أن تعمل القيادة المصرية على مواجهة هذا الواقع والقضاء وتمكين أهل سيناء لكي لا تسمح بتنفيذ المخطط الأمريكي -الإسرائيلي.

وانتقد عوكل، عدم تلبية الكل الفلسطيني دعوة المجلس المركزي الفلسطيني الذي سيعقد مساء اليوم الأحد في رام الله، موضحاً ان حضور الكل الفلسطيني يوصل رسالة للجميع بأن الفلسطينيين موحدين رغم الانقسام، لأن الأمر يتعلق بمصيرهم (القدس).

من جهته، استعرض الدكتور "حمودة"، مكانة المدينة المقدسة على مر التاريخ القديم والحديث؛ والمراحل التي مرت بها، إلى أن دخلها الخليفة عمر بن الخطاب، ومن ثم حررها القائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي من الصليبيين، وصولاً إلى الدولة العثمانية حينما دخلها سليم الأول، واستمرار المؤامرة على القدس حيث تآمر الاستعمار الغربي عليها حتى جاءت بريطانيا وفرنسا وبدأت الحرب العالمية الأولى 1914-1917، ودخول الجنرال ألنبي إلى القدس وقال مقولته المشهورة :" الآن انتهت الحروب الصليبية"، ومن هنا بدأت بريطانيا تعد العدة إلى لتمكين اليهود على أرض فلسطين، وصدور وعد بلفور المشؤوم والبدء باتخاذ خطوات عملية لتنفيذه على الأرض، وصدور قرار التقسيم عام 1947 بأن فلسطين هي دولتين لليهود والفلسطينيين، ومن ثم قيام إسرائيل في الخامس من حزيران عام 1967 بالاستيلاء على كل فلسطين وسيناء والجولان وأصبحت القدس كاملة تحت الاحتلال الإسرائيلي، وفي العام 1980 أعلن الكنيست الإسرائيلي بأن القدس الموحدة هي عاصمة إسرائيل، إلى أن جاء القرار الأمريكي في السادس من ديسمبر عام 2017 ليعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل كأول دولة رغم ما حظيه هذا القرار من رفض وتنديد دولي.

وعن المكانة الدينية للقدس، استعرض الشيخ "عودة"، مكانة القدس الدينية منذ بناء المسجد الأقصى المبارك بعد الحرم المكي بأربعين سنة من قبل آدم عليه السلام، كما جاء في كتب الحديث، وشدد على أن القدس كلها للمسلمين ولا علاقة لليهود فيها من قريب أو بعيد، وأن الآثار الإسلامية الموجودة فيها حالياً لهي دليل على إسلامية المدينة، حيث الآثار منقسمة بين آثار إسلامية وآثار مسيحية ولا وجود لآثار يهودية فيها.

وأوضح أن عدد الآثار الموجودة حالياً في القدس هي 256، منها 219 أثر إسلامي، و37 أثر مسيحي.

واستعرض أيضاً الأحاديث النبوية التي جاءت على فضائل أهل الشام ومنها بيت المقدس، وشد الرحال إلى المساجد الثلاثة ومنها بيت المقدس، وأنها أرض المحشر والمنشر وعينها "فلسطين" كما جاء في أحاديث النبي عليه السلام.

وختم الشيخ عودة، بأن القدس أمانة في أعناق المسلمين حتى تحريرها من اليهود.