النجاح الإخباري - طغت المخاوف الجيوسياسية والتوترات التي ارتفعت حدتها بين الولايات المتحدة و كوريا الشمالية على الاسواق العالمية في الساعات الماضية، وحذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بيونغ يانغ من مغبة الاستمرار في تشكيل تهديد نووي للولايات المتحدة، قائلًا إنها قد تتعرض لغضب مدمر وغير مسبوق ما لم تتوقف. لكن تصريحات ترامب ربما لم تجد من ينصت لها في كوريا الشمالية، حيث أفادت تقارير إعلامية بأن بيونغ يانغ تبحث خططًا لشن هجوم صاروخي على جزر غوام الواقعة في المحيط الهادئ والتي تضم قاعدة عسكرية أميركية كبيرة.

وعزز الذهب من مكاسبه امام هذه التطورات الخطيرة. فقد ارتفعت سعر الاونصة إلى ما يقارب 1265.70 دولاراً كما ارتفع الذهب في العقود الأميركية الآجلة تسليم كانون الأول إلى 1271.30 دولاراً للأوقية. ولكن، الذهب بقي خلال الساعات الأولى من الجلسة معرضاً للضغوط الناتجة من البيانات الأقوى من المتوقع الخاصة بالوظائف الأميركية والتي أثرت سلباً على المعدن وأدت إلى انخفاضه إلى أدنى مستوى منذ 26 تموز إلى 1251.01 دولاراً للاونصة. كما إرتفعت خلال اولى ساعات التداولات إلى 16.52 دولاراً للأوقية، وزاد البلاتين الى نحو 972 دولاراً للأوقية بعدما وصل لأعلى مستوى منذ 21 نيسان ونزل البلاديوم إلى 895.60 دولاراً للاونصة.

أما النفط فمستمر في التراجع للجلسة الثالثة على التوالي، حيث انخفضت العقود الآجلة رغم انخفاض أكبر من المتوقع في مخزونات الخام بالولايات المتحدة بحسب بيانات معهد البترول الأميركي ، حيث لا تزال الشكوك تكتنف قدرة أوبيك على تقييد الإمدادات إستناداً الى الاتفاق العالمي. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت إلى 51.87 دولار للبرميل كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى 48.96 دولاراً للبرميل. وبحسب معهد البترول الأميركي، انخفضت مخزونات الخام الأميركية أكثر من المتوقع في الأسبوع الماضي مع تراجع الواردات وارتفاع استهلاك الخام في مصافي التكرير، بينما زادت مخزونات البنزين على غير المتوقع. وانخفضت مخزونات الخام 7.8 مليون برميل في الأسبوع الماضي إلى 478.4 مليون برميل بينما توقع المحللون انخفاضها 2.7 مليوني برميل. أما زيادة مخزونات البنزين بأكثر من المتوقع، فاعتبر ايضاً من العوامل التي ضغطت على الاسعار صباحا، حيث زادت المخزونات بـ 1.5 مليون برميل بينما توقع المحللون تراجعها 1.5 مليون برميل. وتراجعت مخزونات نواتج التقطير التي تشمل الديزل وزيت التدفئة 157 ألف برميل بينما كانت التوقعات أن تنخفض 131 ألف برميل. وانخفضت واردات الخام الأميركية الأسبوع الماضي 30 ألف برميل يوميا إلى 7.6 مليون برميل يوميا.

من ناحية أخرى، أكدت منظمة "أوبيك" عقب اجتماع اللجنة الفنية المعنية بمتابعة التزام المنتجين باتفاق خفض الإنتاج، أنها تتوقع مزيدًا من الامتثال من المنتجين الأعضاء أو المستقلين خلال الأشهر المقبلة. وفي التفاصيل، أعلنت اللجنة الفنية التي تضم دولاً في اوبيك ومنتجين آخرين في ختام مؤتمر استغرق يومين في أبو ظبي، أن البلدان المنتجة للخام من الكارتل وخارجه أكدت انها لا تزال ملتزمة خفض الانتاج لوقف انهيار أسعار النفط وكانت دول أوبيك وغيرها من منتجي النفط الآخرين اكدوا في تشرين الثاني خفض الإنتاج حتى اذار 2018، ما يحد من وفرة المعروض في محاولة لرفع الأسعار بعد انهيارها عام 2014. والقرارات في الاجتماع الذي حضرته روسيا والسعودية "ستساعد على الامتثال التام" لخفض الانتاج، كما أكدت الامارات والعراق وكازاخستان وماليزيا "دعمها التام لآلية المراقبة الحالية" للاتفاق.