تمارا حداد - النجاح الإخباري - التطرف الديني والغلو والعنف الفكري المؤسس على الدين لم يقتصر على الحركات الداعشية والحركات التكفيرية الظلامية الخارجة عن الفكر المعتدل السوي من المسلمين، بل تعدى خطورة الارهاب من اليهود عبر جماعة متطرفة مكونة من فتية من المستوطنيين عرفوا ب " فتية التلال" وتعتبر هذه الجماعة من الجيل الثاني وهم ذات النواة التي نفذت عملية احراق عائلة دوابشة في قرية دوما 2015.

هذه الجماعة ارهابيين من اليهود المتشددين وهم تنظيم يهودي ارهابي في مناطق الضفة الغربية ومتواجدين في بؤر استيطانية يطلق عليهم اسم "بلاديم" ، عناصر هذه المجموعة يهاجمون الفلسطينيين والأماكن الدينية غير اليهودية، ويهاجمون نشطاء اسرائيليين يحبذون السلام ويهاجمون ضباطا في جيش الاحتلال.
 
الجماعة يتبعون تنظيم "التمرد" هم مجموهة اجتماعية غير معروفة، وتوجد نواة صلبة وهوامش واعضاؤه هم بضعة عشرات من الشبان من سن "16 – 25 عاما " غير منظمين وفق تنظيم هرمي.

قائد التنظيم يدعى "مئير اتينغز" هو حفيد الحاخام مئير كهانا، وخطورة التنظيم تكمن عبر الفكر الانساني المتطرف وما يحمله من افكار متشددة ووسائل تنطوي على اعمال ارهابية تمس الفلسطيني والاسرائيلي على حد سواء، فهم الحقوا اضرارا على سيارة دبلوماسية قرب القنصلية الاسبانية في القدس وموقع الامم المتحدة في القدس.

الخوف من هذا التنظيم اذا زوَد بمنابع الدعم، ضمن اهداف مدروسة بتهجير الفلسطينيين عن اماكن سكناهم، وهذا يستلزم تفعيل واثارة الروح الوطنية بين الفلسطينيين للتصدي لمثل تلك الهجمات العنصرية الارهابية، والوقوف امام الهجمة الشرسة المستقبلية على الشعب الفلسطيني. 

صحيح ان الاديان خُلقت لخدمة الانسان ورفع قيمته ومعناه في هذه الحياة، ودعت الى مكارم الاخلاق والرحمة والمحبة وارست الاديان عبر عقود طويلة، واجتازت مرحلة الصراع في داخلها او في ما بينها، ولكن لم تخلى هذه الاديان الثلاثة من الفكر المنغلق، فالتكفير لا يقتصر على دين معين بل تعدى الاديان كافة لتمس مخلفات العصور الظلامية والجاهلية لتحقيق اهداف سياسية سلطوية مشبوهة بعيدة كل البعد عن الحوار المعتدل العقلاني ضمن اهداف العدالة والمساواة بين البشر.