النجاح الإخباري -    عندما نتكلم عن التحديات الحضارية المعاصرة لصحافتا العربية، لابد من ان نتصور ذلكم السيل الجارف من وسائل الإعلام الغربية المعاصرة التي عمت واستحوذت على عقول الصفوة المثقفة من ابناء المعمورة، وهي تتفنن في أساليب الاتصال مع الجماهير العالمية حتى تربعت على عرش الإعلام العالمي، فاصبح لها السبق الإعلامي في نشر الوعي العام ومتابعة الأحداث حسب الرؤية التي تريد التعبير عنها من خلال إعلامها.

و للإعلام دور هام في صياغة الأحداث وعرضها على الناس بالصورة التي يراها مناسبة لسياساته الإعلامية، حتى تمكن الإعلام الغربي  العالمي من  وصف المقاومة المشروعة للاحتلال الإسرائيلي بالعنف والإرهاب، وهذا ما يدل  دلالة واضحة على ان الإعلام العالمي الغربي له من القدرة الرهيبة في قلب الأمور والأحداث والقوانين حسبما يرق له، فكم من دعاة للإصلاح والوطنية أظهرهم الإعلام دعاة للباطل و الإفساد والخيانة، وأنها لغصة لا تعدلها غصة، ان يرى هذا ماثلا أمام اعيننا على شاشة التلفاز واشرطة الفيديو وعلى صفحات الصحف والمجلات، حيث يصورون المقاومة الفلسطينية المشروعة للاحتلال الإسرائيلي بالعنف والإرهاب.

    وهذا يبرهن على ان الإعلام له قدرة فائقة على قلب الحقائق والأصول المتعارف عليها دوليا إلى حد تغيير القوانين الدولية التي تبيح للشعوب المحتلة ان تدافع عن أنفسها بكل الطرق والوسائل المتاحة لها من اجل التحرير والخلاص من المحتلين، علاوة  على ذلك، استطاع الإعلام الغربي ان يستغل بعض مظاهر العنف المسلح التي مارستها بعض  الجماعات المسلحة في بعض الأقطار الإسلامية ابشع استغلال وان يصورها اردأ تصوير، فوصم على اثر ضربات نيويورك وواشنطن التي تبنتها القاعدة التي يتزعمها رجل الأعمال السعودي أسامة بن لادن جميع المسلمين بالإرهاب وسفك الدماء وحب قتل الأبرياء، على حين اخفى الإعلام العالمي الغربي جرائم الفاشية في ليبيا وجرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية في فلسطين، وصور فيها الجلاد بالضحية والضحية بالجلاد، دون ان يكون هناك أي تجلي للموضوعية الصحفية والدقة المهنية، زد على ذلك، شككوا العرب في قادتهم وحكوماتهم على النحو الذي يجري في في دولنا العربية.

وكما تعمل محطات التلفزة الغربية العالمية على تفريغ الجمهور العربي من شدة انتماءه لبلده ووطنه التي تحاك خلفه كافة المؤامرات الخارجية للسيطرة عليه وبسط النفوذ الأجنبي على أراضيه.

    بيد اننا لابد من ان نعترف بان إعلامنا العربي دون مستوى طموحاتنا ومسؤولياته الحسام وسط ذلك البحر الخصم ذي الأمواج الإعلامية العاتية التي تجتاح المجتمع الإنساني برمته، حيث ان إعلامنا العربي ما زال يعيش في مرحلة الرقابة الحكومية التي تحد من الحرية الإعلامية التي يزدهر الإعلام والفكر في ظلها، فاذا كانت فنون الإعلام تؤدي دورا ضمنيا في التأثير وتشكيل الوعي والراي العام، فان الحرية هي التي تسمح لذلك الوعي بان يتشكل،علما بأننا ندرك ان الإعلام العالمي يلعب دورا كبيرا وخطيرا في مجال التربية الأخلاقية عبر محطاته التلفزيونية التي أغرقت العالم بذلك الإعصار الهادر من أفلام الكرتون وانتهاء بأفلام الجنس والجريمة التي يغرى بها الشباب انى خلوا وحيثما ارتحلوا.

ويكمن السر في تقدم الإعلام  الغربي و اليهودي على إعلامنا العربي والإسلامي في الأمور التالية:-

1- عدم الكفاءة الصحفية لدى العاملين في الصحافة العربية لتدير الأحداث العالمية بما يخدم المصالح العربية العليا.

2- قلة المعلومات الصحفية لدى الصحافة العربية بسبب سيطرة وكالات الأنباء العالمية على المعلومات التي تبث إلى مختلف أنحاء العالم.