نابلس - أحمد ابراهيم - النجاح الإخباري - تتواصل ردود الفعل على الساحة الفلسطينية مع عمق واحدة من أهم المشاكل الإنسانية التي يعيشها المواطن الفلسطيني المريض، هذه المشكلة تتجلى في صعوبة الحصول على علاج إنساني طبي، وهي الأزمة التي تتواصل وتتصاعد بلا حل مع الكثير من الحالات المصابة بالكثير من الأمراض المزمنة مثل السرطان أو الكلي أو غيرها من الأمراض الإنسانية الصعبة التي يواجه فيها الإنسان الكثير من المصاعب مع حتمية الحصول على العلاج.

وتزايد الحديث عن هذه النقطة سواء على الصعيد السياسي أو الإنساني مع دخول مسؤولين أو حتى المواطنين الفلسطينيين للعلاج في داخل "إسرائيل"، وهو ما دفع مثلاً بعدد من الكتاب للحديث عن هذه النقطة.

ويشير الكاتب الصحفي اللبناني نديم قطيش في مقال له بصحيفة "الشرق الأوسط" بضرورة وحتمية مبادرة السلطة أو الحكومة الفلسطينية بالارتقاء بالأوضاع الطبية وبناء المستشفيات الحديثة لتوفير الخدمات الطبية للمواطن الفلسطيني.

ويأتي هذا الحديث مع وجود بعض من الآراء التي تدعو إلى مواصلة عملية التنسيق مع الاحتلال من أجل توفير أي قدر ممكن من المساعدات المالية التي تطلبها السلطة، وهي المساعدات التي بات الحصول عليها حتميا في ظل الأزمات التي تعيشها الحكومة الفلسطينية.

غير أن الحديث الذي يروج له البعض بوجود تقاعس أو خلل في عمل المنظومة الصحية الفلسطينية دفع بعدد من الخبراء والمحللين الفلسطينيين للرد عليه ، ومثال ذلك الكاتب الصحفي أكرم عطا الله الذي يقول لـ"النجاح" أن فلسطين حاليا ليست دولة وهي تناضل في سبيل الاستقلال ، مشيرا إلى أن المستشفيات الفلسطينية ليست مستشفيات بالمعنى المعروف ، وهو أمر طبيعي في ظل سيطرة الاحتلال على كل شيء يدخل أو يخرج من الأراضي الفلسطينية.

ويشير عطا الله إلى أن "إسرائيل" تتحكم في المعابر، وهي التي تحدد أيضا حجم ونوعيات المواد الطبية التي تدخل إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة ... وفي كثير من الأحيان ترفض "إسرائيل" دخول الكثير من المواد الطبية بدعوى إنها تؤثر سلبا عليهم وعلى الأمن الإسرائيلي.

ويقول عطا الله "لا يوجد في المستشفيات الفلسطينية علاج للسرطان مثلا، وهناك الكثير من الأمراض الأخرى التي لا يوجد علاج لها. ويضيف أن حاجة الفلسطيني الاعتماد على المستشفيات الإسرائيلية بات أمراً مهماً للغاية خاصة مع هذه السيطرة الإسرائيلية.

ونبه عطا الله إلى نقطة مهمة وهي أن الكثير من الحالات التي تعالجها "إسرائيل" تدخل إليها من فلسطين وعلى حساب السلطة، موضحا أن الاحتلال يرسل فواتير بأسعار باهظة تجعلها من أكثر الفواتير تكلفة بالعالم، الأمر الذي يزيد من تعقد هذه القضية.

عموما فإن التنسيق الإنساني يمثل أزمة كبيرة للغاية بات الالتفات إليها مصيريا ودقيقا في ظل التحديات أو الأزمات التي تواجه الفلسطينيين بظل الاحتلال.