النجاح الإخباري - لقي متظاهر مصرعه، الجمعة، في محافظة الديوانية جنوبي العراق، وأصيب اثنان آخران بجروح، برصاص عناصر تابعة لميليشيا بدر، وذلك خلال تظاهرات اجتاحت محافظات في جنوب البلاد، وفي العاصمة بغداد.
وقال مصدر طبي في الديوانية إن "متظاهرا مدنيا في العشرين من عمره، توفي في المستشفى إثر إصابته برصاص حراس مقر تنظيم بدر"، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.

وكانت تظاهرات كبيرة قد انطلقت الجمعة، بمشاركة الآلاف في محافظتي البصرة وذي قار جنوبي العراق. وتجمع المتظاهرون أمام مبنى محافظة البصرة، ورفعوا شعارات منددة بـ "الأحزاب الفاسدة"، مطالبين بتوفير الخدمات وإيجاد فرص عمل.

وهتف المتظاهرون "سلمية سلمية"، خصوصا بعد سقوط ثمانية قتلى خلال احتجاجات الأسبوع الماضي في جنوب البلاد.

وفي مدينة الناصرية، كبرى مدن محافظة ذي قار جنوب بغداد، تظاهر المئات في ساحة الحبوبي وسط المدينة، حاملين الأعلام العراقية ولافتات تدعو إلى إقالة وزير الكهرباء والمحافظ والمسؤولين المحليين، وسط هتافات "كلا كلا للفساد"، الذي يدعو العراقيون إلى محاربته منذ سنوات في بلد يحتل المرتبة الـ12 على لائحة الفساد العالمي.

وحاصر المتظاهرون في وقت لاحق منزل محافظ ذي قار يحيى الناصري، لكن قوات الأمن منعتهم من الدخول وقامت بإطلاق قنابل مسيلة للدموع لتفريقهم.

محاولات لاقتحام المنطقة الخضراء في بغداد

وفي بغداد، حاول متظاهرون عبور جسر الجمهورية باتجاه المنطقة الخضراء في العاصمة، التي تعد مركزا للسفارات كالأميركية والبريطانية والمقار الحكومية. في المقابل، واجهت قوات مكافحة الشغب المتظاهرين بخراطيم المياه والغاز المسيل للدموع.

وأوضح مراسلنا أن نحو 30 شخصا أصيبوا بحالات اختناق في صفوف المتظاهرين في ساحة التحرير وسط بغداد.

وكانت العديد من لجان تنسيق التظاهرات، قد دعت إلى الخروج بمظاهرة في ساحة التحرير ببغداد مساء الجمعة، لمساندة مطالب المحافظات الجنوبية.

كما دعا رجل الدين مقتدى الصدر في وقت سابق، جميع الساسة إلى التوقف عن جهود تشكيل الحكومة العراقية الجديدة إلى حين الاستجابة لكل مطالب المحتجين بتحسين الخدمات في الجنوب.

وقال الصدر على تويتر في أول تعليق علني له على الاحتجاجات التي تجتاح الجنوب: "على كل الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات الحالية تعليق كل الحوارات السياسية من أجل التحالفات وغيرها إلى حين إتمام تلبية مطالب المتظاهرين الحقة".

ويكافح السياسيون لتشكيل حكومة ائتلافية. وقد يكون الصدر، الذي فاز تكتله السياسي بأغلبية في الانتخابات، في وضع أقوى الآن للتأثير على اختيار رئيس الوزراء.

وهزم الصدر منافسيه الذين تدعمهم إيران، حيث تعهد بخلق فرص عمل ومساعدة الفقراء والقضاء على الفساد.

ويعاني جنوب العراق من الإهمال برغم الثروة النفطية منذ حكم الرئيس السابق صدام حسين، ثم خلال فترات الحكومات التالية بما في ذلك حكومة حيدر العبادي الحالية.

وتنتشر أكوام النفايات في الكثير من شوارع البصرة. وتسببت المياه الراكدة ومياه الصرف الصحي في مشكلات صحية كما أن مياه الشرب تكون ملوثة أحيانا بالطمي والأتربة، في حين تنقطع الكهرباء سبع ساعات يوميا.