النجاح الإخباري - أثارت تصريحات وزيرة المساواة الاجتماعية الإسرائيلية غيلا غملئيل والتي قالت إنه لا يمكن إقامة دولة فلسطينية إلا في #سيناء،حالة من الغضب الشديد في مصر التي لم تفق بعد من صدمة المجزرة التي ذهب ضحيتها أكثر من 300 شخص في مسجد الروضة.

فمع أن تصريح الوزير الاسرائيلية صدر قبل أسبوع في حديث الى مجلة "السيادة"، الا أنه عاد ليتصدر المشهد السياسي في البلاد، وأجج غضبا شعبيا ملموسا، بسبب مشاركة غملئيل ، أمس الاثنين، في افتتاح مؤتمر إقليمي حول تعزيز مكانة المرأة، تستضيفه القاهرة، وإلقائها كلمة تضمنت تقديم التعازي لضحايا مسجد الروضة الإرهابي. 

وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري في مداخلة هاتفية أمس، مع برنامج "كل يوم" الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب، ردا على سؤال للمذيع حول تصريحات غملئيل: "نرفض أي تناول لشأن مصري، أو الحديث عن أراض مصرية، من أي جهة، أو أي انتقاص من سيادة مصر على أراضيها، وخاصة سيناء التي ارتوت بدماء المصريين، وهي ليست في وارد تنازل عن ذرة واحدة من ترابها، ولن نسمح أن يعتدي عليها أحد"، مضيفا "هذه التصريحات تمت منذ فترة وأعلنا عن موقفنا في حينه".

وكانت القناة "الثانية" العبرية أشارت إلى أن الخارجية المصرية طلبت توضيحات بشأن تصريحات غملئيل، وأعربت القاهرة لتل أبيب، من خلال القنوات الدبلوماسية، عن غضبها الشديد مما قالته الوزيرة الإسرائيلية.

التوقيت لافت

وقال خالد سعيد، الباحث في "مركز الدراسات الإسرائيلية" بجامعة الزقازيق لـ"النهار" إن "التوقيت الذي أعلنت فيه غملئيل عن تصريحاتها بشأن سيناء مثير للانتباه، فهي لم تتشجع للحديث عن هذا الطرح، إلا في ضوء مطالبات بعض الخبراء الاستراتيجيين والإعلاميين بضرورة إخلاء سيناء من أهلها، تسهيلاً لمحاربة الإرهاب".

وحول ما تناقله الإعلام الإسرائيلي عن مسؤولين في تل أبيب، من أن "تلك التصريحات لا تمثل وجهة النظر الرسمية" للدولة العبرية، قال سعيد: "هذا رأي الحكومة الإسرائيلية منذ فترة، وهذه مجرد ألاعيب صهيونية، لخداع الشارع والحكومة المصرية، وهناك رفض شعبي عارم في مصر تجاه هذه الفكرة، وحتى إن كان هناك إرهاب ووضع متأزم في سيناء، وأنا واثق من أن إسرائيل ضالعة فيه، فهذا لا يعني أن نوافق على أن يقتطع جزء من شبه جزيرة سيناء، هذا مرفوض، شعبيا".

وأضاف: "هناك رفض شعبي لتواجد أي مسؤول إسرائيلي في مصر، إذا كان هناك رفض لوجود السفير الإسرائيلي بالقاهرة، فما بالك بمشاركة مسؤول إسرائيلي في مؤتمر، أو ندوة أو حدث في مصر".

مشاركة غملئيل

وشاركت الوزيرة الإسرائيلية، أمس، في افتتاح الاجتماع الوزاري الرابع للاتحاد من أجل المتوسط حول "تعزيز دور المرأة في المجتمع"، والذي ينظمه المجلس القومي للمرأة في مصر، بالتعاون مع الاتحاد من أجل المتوسط، وهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، ويشارك به ممثلون من 43 دولة.

 

ونقلت صحيفة "المصري اليوم" عن مصادر بالمجلس قولها إن "إن مايا مرسي، رئيسة المجلس، تفاجأت بحضور وزيرة شؤون المساواة الاجتماعية الإسرائيلية، جيلا غملئيل ، المؤتمر الإقليمي للنهوض بمكانة المرأة ولدفع المساواة بين الجنسين إلى الأمام في القاهرة".

وعلمت "النهار" أن المجلس أعد قوائم الضيوف بالتنسيق مع شركائه الأوروبيين، لكنه يتواصل بشكل مباشر مع السلطات المصرية، وأرسل قوائم بالضيوف المقترحين لجهات سيادية، قبل انعقاد المؤتمر بنحو 15 يوماً، وهذه إجراءات تقليدية، من أجل تأمين الضيوف، وكذلك من أجل التحقق ممن يقومون بزيارة مصر بصورة روتينية".

وكانت صفحة السفارة الإسرائيلية بالقاهرة على "فايسبوك" (إسرائيل في مصر)، أعلنت عن مشاركة غملئيل في المؤتمر، ممثلة لبلدها، ونقلت كلمتها في تدوينة لها، الاثنين، وجاء فيها: "شالوم، سلام، وصباح الخير، أود أن أعبر عن تعازي العميقة للشعب المصري على الهجوم الإرهابي المروع الذي وقع يوم الجمعة الماضي. باسم حكومة إسرائيل وشعب إسرائيل، صلواتنا وأفكارنا معكم بوجه هذا العمل البربري الشائن، الذي استهدف رجالا نساء وأطفالا أبرياء في بيت للصلاة. نقف بجانب الشعب المصري في هذه الخسارة".

كما وجهت الشكر للحكومة المصرية، وقالت: "أود أن اغتنم هذه الفرصة، لأتقدم بالشكر لمضيفتنا حكومة مصر على حسن ضيافتها. إن وجودي هنا في القاهرة أمر يثير في المشاعر الجياشة، سيما وأنها تتزامن مع الذكرى ال40 للزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الراحل أنور السادات لأورشليم (القدس) والتي فتحت الأبواب بوجه السلام بين شعبينا، علاقة تحولت إلى مشعل للاستقرار في المنطقة حتى يومنا هذا بقيادة الرئيس المصري (عبدالفتاح) السيسي".

غضب شعبي وإعلامي

وساد غضب شعبي من تصريحات الوزيرة، وتجسد الغضب في تعليقات الصحفيين والإعلاميين. ووصف الإعلامي عمرو أديب غملئيل بـ"المعتوهة"، في برنامجه مساء أمس، وقال: "إيه العته ده؟ الخارجية والإدارة المصرية لا يجب أن تترك هذا دون اعتذار منها، هذا الأمر لا يجب أن يمر مرور الكرام، والوزيرة يجب ان تتراجع عن هذا الكلام".

وقال الكاتب الصحفي إسلام كمال، المهتم بالشأن الإسرائيلي، على صفحته بموقع "فايسبوك": "مفارقة حدثية مستفزة: وزيرة غملئيل المقربة من نتنياهو، تزور القاهرة خلال الساعات الأخيرة، كممثلة للكيان فى مؤتمر إقليمي عن المساواة الجنسية ودعم المرأة. المفارقة، في أن هذه الوزيرة الإسرائيلية تقود علانية حملة لإقامة دولة فلسطينية في غزة الكبرى، والتي يريدونها أن تضم حوالي 400 كيلومتر من سيناء، مقابل مساعدات مالية لمصر، خلافاً طبعاً للقضاء على الإرهاب في شمال سيناء.. وفق رؤيتها، التي تؤكد على خطة الجنرال الإسرائيلي جيورا آيلاند، المعروفة خلال الفترة الأخيرة بصفقة القرن".

وأضاف كمال: "تكتمل زاويا هذه المفارقة بأن الوزيرة الإسرائيلية المتطرفة جدا، المعتمدة على قوة ووحشية الإرهاب في سيناء لتنفيذ حلمها، حرصت على تقديم التعازي الإسرائيلية لمصر في شهدائها المصلين، فى بداية كلمتها بالمؤتمر النسائى".