يُصادِف اليوم الخامس عشر من آذار الذكرى السادسة لاندلاع شرارة الحرب في سوريا، حين خرجتْ مظاهرات في مدينة "درعا الجنوبية" تُطالب بالإصلاح، والتي سرعان ما تحوّلتْ إلى نار تذرو في هشيم حرب وحشية، أتتْ على أرجاء سوريا كافة.
تمرّ الذكرى السادسة، وآلة الحرب أتتْ على البلاد لتدمّر البنية التحتية، وتحوّلت الكثير من المدن والبلدات إلى أنقاض، لا يُسمع فيها سوى أزيز الرصاص وأصوات الانفجارات.
عشراتُ الآلاف من السوريين، مدنيين وعسكريين، لقوا حتفهم في المواجهات التي لا تزال مستمرة، ولا تزال أطراف النزاع بعيدة كلّ البعد عن التوصل إلى حلّ سياسي.
فكلّ طرف له رؤيته الخاصة لمثل هكذا حل، أما المجتمع الدولي، فمنقسم على نفسه، وغير قادر على فرض تسوية سياسية على أطراف الصراع.
ومع دخول الحرب في سوريا عامها السابع، حذّرت منظمة "أوكسفام" من أن الملايين من السوريين يجدون أنفسهم مقيدين في وجه سياسات تقييدية متزايدة حول العالم، كما داخل سوريا، والتي تحول دون وصولهم إلى برّ الأمان.
وتشير المنظمة إلى أن الطريق مسدود في وجه الهاربين من سوريا، حيث قامت الولايات المتحدة والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من بينها الممكلة المتحدة، إما بتغيير أو تعليق أو إلغاء السياسات، التي كان من شأنها أن توفّر ملاذات آمنة لعشرات الآلاف من اللاجئين.
وتقول "أوكسفام": إنّ من بين الأكثر عرضة للخطر ما يقارب الـ(78,000) شخصٍ عالقين على الحدود المجاورة، ومئات الآلاف الذين مُنعوا من دخول تركيا، وحوالي (640,000) شخصٍ يصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة تحت الحصار العسكري في سوريا، والذي تفرضه الحكومة السورية وحلفاؤها وجماعات المعارضة المسلحة وتنظيم الدولة.
ويعاني المدنيون في المناطق المحاصرة داخل سوريا من السيطرة المحكمة، فعندما أخذت الحكومة السورية وحلفاؤها مناطق في حلب العام الماضي، أُعطي المدنيون خيار الإخلاء، وكان ذلك في معظم الأحيان إلى مناطق غير آمنة، حيث يواجهون تهديدات في طريقهم إليها، أو البقاء في المنطقة وقبول حكم الحكومة السورية.
وتضيف "أوكسفام": أن هذا الأمر يطرح مخاطر كبيرة بالنسبة لأولئك الذين تصنّفهم من ضمن المعارضة، وغالبًا ما يكون المدنيون العاملون في المجال الإنساني، الذين ساعدوا مجتمعاتهم في سنوات الحرب الأخيرة، عرضةً للتهديدات الانتقامية، بحسب بيان "أوكسفام".