النجاح الإخباري - في مؤتمره الصحفي الأول الذي يعقده في مبنى مفوضية منظمة التحرير في واشنطن منذ تسلمه منصبه في بداية شهر نيسان الماضي، قال السفير حسام زملط الخميس، نريد أن نعرف من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أين هم ذاهبون؟ وكيف يصلون إلى هناك، في إشارة لضرورة أن تفصح الإدارة الأميركية عن أن هدفها في نهاية المطاف هو حل الدولتين على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة، أسوة بسابقاتها.

وقال السفير الفلسطيني الذي كان قد التقى المبعوث الأميركي جيسون غرينبلات يوم الثلاثاء الماضي في البيت الأبيض، من أجل تنسيق زيارة الوفد الأميركي الذي يضم إلى جانب غرينبلات، كل من صهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، ونائبة مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي، دينا باول، الذين سيلتقون مع الرئيس عباس في رام الله الخميس المقبل، 24 أب 2017 ، مؤكداً أن إدارة ترامب والفريق الأميركي المفاوض ينظرون بعناية واهتمام إلى الوضع الفلسطيني. مفنّدًا ما يُشاع عن عدم تمكن هذا الفريق (الأميركي) من فهم تعقيدات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وسبل الحل.

وقال زملط في معرض رده على أسئلة الصحفيين في المؤتمر الذي شاركت به القدس "نحن نتحدث منذ أكثر من ثلاثة أشهر ونحن بحاجة لهم ليقولوا لنا ماذا يدور بخلد الرئيس ترامب وفريقه، للمضيّ في تحقيق السلام، فقد آن الأوان لذلك".

وأكد زملط أن الفلسطينيين لا يزالون متحمسين لصدق موقف الرئيس ترامب في رغبته تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأنه قادر على "اتخاذ هذه القفزة" والضغط على الأطراف، وأن السلطة الفلسطينية تتفق مع الإدارة الأميركية على أربعة مبادئ: "أولاً، التدخل المبكر من قبل الرئيس الأميركي (ترامب) هو أمر إيجابي؛ ثانياً، إنه (ترامب) كرر مراراً الحاجة لحل نهائي شامل، وليس مرحلي؛ ثالثاً، نحن نشارك الرئيس ترامب ضجره من كلمة سياق (عملية) بالإشارة إلى حل السلام (الذي يجب أن يقوم على أساس حل الدولتين) ويجب أن نتجاوز ذلك رابعاً، نحن نتفق مع الرئيس ترامب في أن الحل يحتاج إلى محكم قوي" في إشارة إلى قوة الرئيس الأميركي، مؤكداً أن الرئيس الأميركي سيجد في السلطة الفلسطينية شريكاً قادرًا.

وفي معرض رده على سؤال وجهته القدس بشأن تردد الإدارة الحالية في الإفصاح عن موقفها من حل الدولتين (حتى هذه اللحظة) كرر زملط أن السلطة تتوقع من إدارة ترامب المجاهرة بتمسكها بهذا الحل حيث "إن حل الدولتين له توازن دولي ولديه دعم إقليمي كما لديه إجماع عالمي؛ إننا نقول لهم لدينا نقطة انطلاق وأن التخلي عن نقطة الانطلاق هذه هو أسوأ ما يمكن فعله" في السعي لقيام حل الدولتين على أساس حدود عام 1967 والاستماع لإدارة ترامب بشأن أفضل السبل للوصول إلى هذا الحل والتعاطي مع العوامل التي من شأنها أن تعرض "الحل السلمي" للخطر مثل المستوطنات والأزمة الإنسانية في قطاع غزة والتوتر المتفجر في الأقصى والحرم الشريف في القدس كما رأينا الشهر الماضي.

وعارض زملط أقوال دان شابيرو، السفير الأميركي السابق لدى تل أبيب، في مقال نشرته له مجلة "فورين بوليسي" بأن "محاولات الوفد الأميركي ستبوء بالفشل بسبب الأزمات التي يعانيها الرئيس الأميركي ترامب، والفلسطيني عباس، ورئيس وزراء إسرائيل نتنياهو" مؤكداً أنه من خلال تعاطيه مع إدارة ترامب "يرى عزيمة قوية من أجل تحقيق صفقة السلام؛ وأن الرئيس عباس هو الشخصية الوحيدة التي تستطيع إبرام اتفاق يكلل بحل الدولتين" أما نتنياهو "فإنه يتصرف كرجل سياسي يسعى لتحقيق مآربه السياسية وليس رجل دولة، وبدون رؤية، فقد عرقل عملية السلام لفترة 17 عاما.. إن إسرائيل تستحق قيادة أفضل".

كما فند السفير الفلسطيني، الذي اتسم بنشاط دبلوماسي ملحوظ منذ قدومه إلى واشنطن، المزاعم التي تتحدث عن ابتعاد وزارة الخارجية الأميركية عن الانخراط مع الفلسطينيين، مؤكداً أنه شخصياً يقوم بلقاءات مستمرة في وزارة الخارجية الأميركية مع مسؤولين من الوزارة وأن السلطة الفلسطينية في حالة لقاءات مستمرة مع القنصل الأميركي في القدس، دونالد بلوم، الذي يقوم بمهامه بمثابة سفير أميركي للسلطة الفلسطينية ويشارك في كافة الاجتماعات كتلك التي ستنعقد الخميس المقبل في رام الله.

كما نفى زملط ما ادعته بعض وسائل الإعلام الإسرائيلي عن توتر اللقاء الذي جرى بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس محمود عباس في مدينة بيت لحم يوم 23 أيار الماضي، مؤكداً أن اللقاء كان ناجحاً رغم محاولات التشويه الإسرائيلية، مثمناً قيام الرئيس ترامب بزيارة بيت لحم في أول جولة خارجية له كرئيس.

وأكد زملط أن عودة غزة في حكومة مشتركة إلى حاضنة السلطة الفلسطينية هو مطلب فلسطيني وطني، مشيرًا إلى أنّ غزة تعاني من أزمات متفاقمة لا يمكن حلها إلا من خلال الوحدة الوطنية، مؤكداً أن "السلطة الفلسطينية على استعداد لاستلام مسؤوليات الحكم في غزة على الفور، وما علينا إلا أن نتذكر أن غزة هي كانت مركز السلطة الفلسطينية في السابق" وما الحديث عن كيان غزي منفصل إلا ضرب من الخيال، مشدداً على أن أهم الأولويات هي "حل الوضع غير المسبوق في غزة وعقد انتخابات" حيث أنه "لا توجد قوة تستطيع إخراج قطاع غزة من عمقه الفلسطيني" وأن القطاع يعاني منذ عقود من مخططات الاحتلال الإسرائيلي لفصل وعزل القطاع".

واعتبر زملط أن محمد دحلان أو غيره لا يشكلون تحدياً للرئيس عباس أو السلطة الفلسطينية.

وتطرق زملط في حديثه الصحفي إلى ما يعرف ب"قانون تايلور فورس" الذي أقرته لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي يوم 3 آب الجاري والذي يقتضى بموجبه وقف المساعدات المالية الأميركية إلى حين أن تتوقف السلطة دفع رواتب عائلات الشهداء والأسرى، مؤكداً "هذا التشريع سيضر بعملية السلام مع إسرائيل" وأن هذه الدفعات تساعد الفلسطينيين على العيش الكريم في ظروف اقتصادية صعبة بسبب الاحتلال الإسرائيلي، معتبراً إن قانون تايلور فورس يجهل المعلومات الحقيقية ومضلل وسيأتي بنتائج عكسية.

وكرر زملط ما قاله يوم الأربعاء في البيت الأبيض على هامش استقبال الطلبة الفلسطينيين القادمين من قطاع غزة، والذين وصلوا الثلاثاء للعاصمة الأميركية واشنطن بعد حصولهم على منح من الحكومة الأميركية، وذلك بعد المعاناة التي مروا بها نتيجة منع الاحتلال ومماطلة خروجهم من قطاع غزة، إلا بعد تدخل مستشار الرئيس الأميركي غرينبلات الذي نجح في الضغط على حكومة الاحتلال.

يشار إلى أنه تم استقبال الطلبة في البيت الأبيض وجرى حفل الاستقبال بحضور السفير زملط، وجيسون غرينبلات مستشار الرئيس ترامب للمفاوضات الدولية، وممثلين عن وزارتي الخارجية والتعليم، والمؤسسات الأميركية الرسمية الراعية لبرنامج التبادل الطلابي.