النجاح الإخباري - قالت مصادر حقوقية مساء اليوم الأحد: إن الطفل محمد أحمد سالم السايس (5 سنوات)، من سكان حي الزيتون شرق مدينة غزة، توفي في  29/07/2017، جراء اصابته بجرثومة في الدماغ أدت إلى وفاته، وإنه بحسب التقرير الطبي الصادر عن مستشفى الدرة للأطفال بمدينة غزة، فقد أصيب الطفل بتسمم مجهول، بالإضافة إلى متلازمة أكيري (داء الشيغيلات) المؤدية للتسمم القاتل والتلف الدماغي.

ووفق تقرير لمركز الميـزان لحقـوق الإنسـان، فقد كان الطفل السايس قد سبح في بحر منطقة الشيخ عجلين غرب مدينة غزة رفقة ذويه بتاريخ 19/7/2017، وفي اليوم التالي بدأت تظهر على الطفل وبعض أفراد عائلته مظاهر الإعياء والمرض، ما استدعى نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج.

وأفاد والد الطفل لباحث المركز بأنه مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي وحر الصيف الشديد وضغط أولادي وبناتي وإلحاحهم الشديد للذهاب إلى شاطئ بحر مدينة غزة، قررت أن أذهب أنا وأخوتي وأقاربي مساء يوم الأربعاء الموافق 19/7/2017، لشاطئ بحر منطقة الشيخ عجلين غرب مدينة غزة، وقضى الأطفال معظم الوقت في السباحة واللعب على شاطئ البحر، ثم عدنا لمنازلنا.

وقال: إنه عند حوالي الساعة 2:00 من فجر اليوم التالي الخميس الموافق 20/07/2017، وفي مساء اليوم نفسه بدأت تظهر علامات الإعياء والإرهاق على بعض أفراد العائلة، وبشكل أكبر على ابني محمد حيث كان يتقيأ، وكان طوال الوقت نائماً، وعند حوالي الساعة 8:00 من صباح يوم الجمعة الموافق 21/07/2017، حاولت إيقاظ ابني محمد لكنه لم يستجيب، فحملته فوراً ونقلته لمستشفى الدرة في حي التفاح شرق مدينة غزة وكذلك ذهب معي معظم أفراد العائلة من كبار وأطفال ممن عانوا من مضاعفات ناتجة عن السباحة في مياه البحر، وعندما وصلنا المستشفى قام الأطباء بإجراء الفحوصات لمحمد وكان في غيبوبة وأجروا له صورة CT،... ونقلوه لغرفة العناية المركزة بسبب تدهور وضعه الصحي، وفي صباح يوم الأحد الموافق 23/07/2017، نقل الأطباء محمد لعمل صورة مقطعية CT ثانية في مستشفى الرنتيسي حيث شخص الأطباء بعد معاينة الصورة الثانية بأن محمد مصاب بجرثومة بالدماغ ومصاب بحالة تسمم، وعلى إثرها قام الأطباء بعمل التقرير ونموذج العلاج لاستصدار تحويلة طبية عاجلة له.

وأعرب مركز الميزان لحقوق الإنسان، عن اسفه لوفاة الطفل السايس، مؤكدا على أن استمرار الأزمات التي يعاني منها القطاع وعلى رأسها أزمة التيار الكهربائي، وما تنطوي عليه من آثار مثل تلوث مياه البحر، تؤثر على جملة حقوق الإنسان ولاسيما حقه في الحياة، وأن القطاع سوف يشهد مزيداً من الضحايا.

ودعا المركز، وكالات الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية والمجتمع الدولي، إلى العمل على توفير كافة أشكال الدعم والمساندة للقطاع الصحي وكافة الخدمات الأساسية والقطاعات الحيوية كالكهرباء التي من شأن استمرارها على هذا النحو أن تفضي لكوارث إنسانية، فالتحرك اليوم أفضل وأسهل ألف مرة من التعامل مع نتائج الكارثة.