النجاح الإخباري - أكد مستشار الرئيس للشؤون الخارجية الدكتور حسام زملط،أن اجندة الحكومة الإسرائيلية الحالية هي قتل أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية وأيضا الإستيلاء على أكبر قدر ممكن من الأراضي. وبين زملط خلال حوار خاص مع "النجاح الإخباري" وفضائية النجاح أن السياسة الاسرائيلية لبناء المستوطنات كانت غير منقطعة على الرغم من أي قانون أو قرار دولي صادر بشأنها، وفي تصريح للإدارة السابقة تحت رئاسة أوباما صرحت بأن العقبة الرئيسية في عملية السلام هي المستوطنات أو في قرار حل الدولتين وطبعاً باعتبارها غير قانونية.

وأضاف زملط: "وفي الوضع الحالي أجندة الحكومة الاسرائيلية الحالية هل قتل أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية وأيضاً الاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الأراضي،برأيي هذه هي الخطة الرئيسية للحكومة الاسرائيلية ونتنياهو حاول الاستفادة من التغير في الإدارة الأمريكية على الرغم من أن الإدارة نفسها غير مكتملة إلى الآن، حيث إن رئيس الشؤون الخارجية تم تعيينه فقط من يومين ولاختبار ردة الفعل أيضاً حيث إن نتنياهو إلى الآن لم يحصل على أي قرار من الرئيس ترامب أو بشأن التوقف لذلك هذا الأمر يعتبر خطير جداً ومهم جداً".

لا حلول آنية

وإن كانت القيادة الفلسطينية تمتلك خطة للرد على الاستيطان والإجراءات الإسرائيلية،أوضح مستشار الرئيس أنه لا يوجد اي حلول آنية لدى القيادة أو حتى العالم لوقف هذه الاجراءات غير القانونية والتي ما زالت قائمة منذ بدء الاحتلال، أي منذ 1967، وهذا بلا شك شيء محبط ويؤشر إلى أن المجتمع الدولي ليس يبذل ما يجب عليه بذله من أخذ إجراءات حالية وطارئة بهذا الصدد لإيقاف هذه الاجراءات، وبلا شك يجب علينا أن نجد حلاً سريعا لهذه المعضلة، اذ أن نتنياهو في سباق مع الوقت لانهاء أي أمل يسمح بقيام دولتين، والأهم أيضا أن نقاوم رغبة نتنياهو في تشريع ممارسته التوسعية الاستيطانية، ولهذا كان اجتماع مجلس الأمن في نهاية الشهر الماضي مهماً، لأنه يؤكد على عدم قانونية هذه الممارسات ويؤكد بنفس الوقت على الحقوق والمطالب الفلسطينية، وكان هذا القرار ضربة قاسية للممارسات الاستيطانية.

وأشار زملط إلى أن نتنياهو اصيب بالذعر من القرار، إذ يعلم أنه يستطيع البناء وتغيير معالم الأرض، لكن لن يكون ذلك قانونيا، وبأن هذه الممارسات تبقى جرائم حرب, ويجب تفكيك المستوطنات بشكل كلي،وليس فقط تلك التي يحاول كسب تأييد الكنيست في جعلها قانونية على الصعيد الاسرائيلي، ولكن أيضا خمس المساحة المفترض أن تكون للشعب الفلسطيني والمقامة عليه المستوطنات، ومن هنا فليست المعركة كامنة فقط في وقف هذه الممارسات، وانما في فضحها وكشف أي غطاء دولي أو قانوني عنها كانت تنوي الحكومة الاسرائيلية تحقيقه أو كانت معتمدة عليه في توسعها. ولهذا من المهم ان نحافظ على موقفنا ومحاولاتنا لكسب التأييد الدولي والعالمي".

الموقف الأوروبي

وبخصوص تحسن الموقف الأوروبي حيال القضية الفلسطينية ورفضه للإجراءات الإسرائيلية،  قال زملط،"أوروبا هي حليف استراتيجي للفلسطينيين وللقيادة، اوروبا استثمرت كثيراً في بناء الدولة الفلسطينية بمليارات الدولارات في العقود الاخيرة ولأوروبا استراتيجية واهتمامات محددة،لذلك نحن نعتبر أوربا حليفاً استراتيجياً على الصعيدين السياسي والاقتصادي والموقف الأوربي بشأن الفلسطينيين واضح جداً فكثير من التصريحات لرؤساء دول ووزراء تقوم على انهاء الاحتلال الاسرائيلي الذي بدأ عام 1967 وأيضاً يجب أن تكون القدس العاصمة للدولة الفلسطينية بالإضافة الى عدم شرعية المستوطنات.

وتابع: "لكن يمكن القول بأن هذا ليس فقط قراراً أوروربياً، وإنما دولي ويتضمن الولايات المتحدة التي من المثير للجدل أنها لا تقوم بتغيير سياستها".

وأسهب مستتشار الرئيس للشؤون الإسرائيلية: "في عام 1991 عندما استلمنا رسالة الضمان من الحكومة الأمريكية من جيمس بايكر في إدارة بوش الأب بأننا ندعوكم الى الإشتراك في مباحثات مدريد بشأن الأرض مقابل السلام وانهاء الاحتلال على هذا الأساس قبلنا الدعوة. ونحن نظن بأن حكومة ترامب ستكمل بنفس طريق الإدارة القديمة،المستوطنات غير شرعية واقامة الدولتين تتم على حدود 67 والإحتلال العسكري يجب أن ينتهي والقرارات الدولية يجب أن يتم تطبيقها.

ترامب والاستيطان

وحول إن كانت القيادة الفلسطينية تأمل من ترامب التمسك بموقف سابقيه من رفض للإستيطان وقيام الدولة الفلسطينية،قال الدكتور حسام زملط: "هذا ما نأمله وهذا ما نعمل لأجله من خلال المفاوضات وزيارة واشنطن قبل وبعد تنصيب الرئيس ترامب وحضرت شخصياً أحدها بعد استلام الرئيس لمنصبه، ونحن نحاول نقل الرسالة كما قام الملك عبدالله أيضاً بنقل رسالتنا كما فعل أصدقاؤنا في مختلف انحاء العالم لذلك نحن نحاول الآن الحصول على دعم عالمي".

وتابع: "نحن مستعدون حالياً للسيناريو الأفضل وهو الإلتزام برؤية الولايات المتحدة للسلام ولا نعني هنا لا ادارة أوباما أو ما سبقها بل السياسة الأمريكية المستقرة منذ 1967 ونأمل بأن يضع الرئيس ترامب جهوده في عملية السلام بدعوة الطرفين وتبادل الآراء وبناءً على هذا يضع تصوره للسلام عن طريق الزيارات المذكورة سابقاً مع حديث الرئيس مع الملك عبدالله".

زيارة الرئيس الخارجية

وبخصوص جولة الرئيس الخارجية الاخيرة،قال: "هذه خطوة مهمة في العلاقات الدولية وفي بنية العلاقات السياسية على مستوى العالم هناك تغيرات في كل مكان، وهناك أيضاً ضغط من الحكومة الاسرائيلية لتبديل وتغييرالرؤية العالمية والإخلال بالتوازن العالمي أوالإجماع العالمي حول ثوابت القضية الفلسطينية كائنة في القدس، وقضية المستوطنات ووضوح كونها ممارسات غير قانونية على المستوى العالمي ووصفها بجرائم الحرب في القانون الدولي قد يكون هذا الضغط محاولات من الحكومة الاسرائيلية اليمينية المتطرفة لتغيير معالم وجذور المجتمع الدولي وقوانينه، وفي هذا السياق تأتي زيارة الرئيس عباس لثلاث قارات مختلفة، اذ حضر القمة الافريقية، وأفريقيا هي حليف استراتيجي لنا، إذ فيها العديد من الدول التي تتكلم نفس اللغة, وأيضا العديد من الدول التي مرت بتجربة الإستعمار والإحتلال العسكري وفيها الأمة والشعب والقادة يفهمون هذا البعد، وكانت هذه خطوة مهمة، إذ قام الرئيس فيها بإلقاء خطاب مؤثر كسب فيه تأييد وتعاطف القادة الافريقيين.

وأضاف: "ومن هنا تحرك نحو منطقة أخرى مهمة بالنسبة للشعب الفلسطيني, وهي قارة اسيا, حيث يوجد في باكستان وبنجلادش مؤيدين وأصدقاء محوريين للقضية الفلسطينية واللذين سنحتاجهم للتأكيد بأننا نمتلك حلفاء ومؤيدين للقضية الفلسطينية وأيضا يسعون لتحقيق تقدم فيما يخصها وهو مهم لنا لنستمر المرافعة والمطالبة بحقوقنا".

وتابع: "وأنهى الرئيس جولته بزيادة لإوروبا, خصوصاً مع الرئيس هولاند وفي الاجتماع التكميلي لمؤتمر السلام العالمي, والذي نفذ بنجاح وبحضور ما يزيد عن 70 دولة واكثر من 44 وزير خارجية وخمس مؤسسات عالمية منها اليو ان وال إي يو".