النجاح الإخباري - تتجدد اليوم السبت، الذكرى الـ23 على ارتكاب مجزرة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، والتي راح ضحيتها 29 مصلياً على الأقل، إضافة إلى 150 جريحا.

حيث نفذ الإرهابي باروخ غولدشتاين بمشاركة قوات الاحتلال وجموع مستوطني "كريات أربع" المجزرة البشعة في 25 شباط 1994 التي تنم عن حقد دفين، بحق الفلسطينيين.

وأغلق جنود الاحتلال أبواب الحرم لمنع المصلين من الهرب، كما منعوا القادمين من خارج الحرم للوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى، وفي وقت لاحق استشهد آخرون برصاص جنود الاحتلال خارج المسجد وأثناء تشييع جنازات الشهداء ما رفع مجموعهم إلى 50 شهيدا، 29 منهم استشهدوا داخل المسجد.

حيث كان يصلي أحد الشهود على المذبحة في اخر صف في المسجد، وعندما وصل الإمام إلى آخر سورة الفاتحة سمع من خلفه صوت مستوطنين يقولون بالعبرية بما معناه "هذه آخرتهم" وعندما هم المصلون بالسجود سمع صوت إطلاق نار من جميع الاتجاهات وكذا صوت انفجارات.
وشاهد المصلون الرصاص يتطاير في ثلاثة اتجاهات، فانبطح الجميع أرضا، وهرب أربعة شبان، إلا أن جنود الاحتلال أطلقوا النار عليهم.

وأضاف أنه عاين الجنود وهم يمنعون سيارات الإسعاف من دخول الحرم لنحو ثلث ساعة. ولم يستطع رفع رأسه، ورأى رأس شخص كان بجانبه وقد انفجر وتطاير دماغه، وعندما رفع رأسه رأى المصلين يضربون شخصا يلبس زيا عسكريا.

وقال الشاهد إنه عندما خرج من الحرم رأى جنود الاحتلال يطلقون النار في جميع الاتجاهات على المسعفين والجرحى.

وذكر ثالث أنه وصل المسجد متأخرا وعندما همّ بخلع حذائه شاهد جنديا يقدم من جهة الحضرة الإبراهيمية يهرول ويحمل رشاشا ومعه مخازن أسلحة مربوطة بشريط لاصق، فدفعه بيده ثم دخل بسرعة إلى الجهة اليمنى خلف الإمام فبدأ الإسرائيلي يطلق الرصاص بغزارة.

وهذا ما أدى إلى تصاعد التوتر في الخليل وقراها وكافة المدن الفلسطينية، وبلغ عدد الشهداء 60 شهيدا.

وأغلقت قوات الاحتلال الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة لمدة ستة أشهر كاملة بدعوى التحقيق في الجريمة، وشكّلت ومن طرف واحد لجنة 'شمغار'، للتحقيق في المجزرة وأسبابها'، وخرجت اللجنة في حينه بعدة توصيات، منها تقسيم الحرم الإبراهيمي إلى قسمين، وفرضت واقعا احتلاليا صعبا على حياة المواطنين في البلدة القديمة، ووضعت الحراسات المشددة على الحرم، وأعطت اليهود الحق في السيادة على الجزء الأكبر منه- حوالي 60 % بهدف تهويده والاستيلاء عليه، وتكرر منع الاحتلال رفع الآذان في الحرم الإبراهيمي مرات عديدة.

ويضم القسم المغتصب من الحرم: مقامات وقبور أنبياء، منها قبر سيدنا يعقوب وزوجته، وقبر سيدنا إبراهيم وزوجته سارة، وقبر سيدنا يوسف، إضافة إلى صحن الحرم وهي المنطقة المكشوفة فيه.

كما وضعت سلطات الاحتلال بعدها كاميرات وبوابات إلكترونية على كافة المداخل، وأغلقت معظم الطرق المؤدية إليه في وجه المسلمين، باستثناء بوابة واحدة عليها إجراءات أمنية مشددة، إضافة إلى إغلاق سوق الحسبة، وخاني الخليل، وشاهين، وشارعي الشهداء والسهلة، وبهذه الإجراءات فصلت المدينة والبلدة القديمة عن محيطها.

وعزز جنود الاحتلال الإجراءات الأمنية على مدخل الحرم، حيث توجد بوابة إلكترونية، وما يسمى ببوابة القفص، ونقاط المراقبة على باب الأشراف، كل هذا في مساحة لا تزيد عن 200 متر مربع، إضافة إلى وضع 26 كاميرا داخل الحرم، وإضاءات كاشفة ومجسات صوت وصورة، وإغلاق جميع الطرق، باستثناء طريق واحدة تحت السيطرة الإسرائيلية.

وأوصت لجنة 'شمغار' الإسرائيلية، بفتح الحرم كاملا (10 أيام) للمسلمين في السنة فقط، وكذلك فتحه كاملا أمام اليهود (10 أيام).

يُذكر أن المجرم باروخ غولدشتاين الذي كان يبلغ من العمر (42 عاما) عندما ارتكابه المجزرة يعد من مؤسسي حركة كاخ الدينية، وقد قدم من الولايات المتحدة الأميركية (عام 1980) وسكن في مستوطنة 'كريات أربع' المقامة على أراضي مدينة الخليل.