النجاح الإخباري -  وسط ترقب لما سيفضي عنه لقاء الرئيس عباس ونظيره ترامب، أشار تقرير في صحيفة فايننشال تايمز إلى الالتزام الذي تعهد به الرئيس دونالد ترامب لمحمود عباس لتحقيق السلام بالشرق الأوسط والتوصل إلى "أصعب اتفاق يمكن تحقيقه".

وقال ترامب، في حديثه مع الرئيس الفلسطيني، إن إدارته ستبدأ في مساعدة الإسرائيليين والفلسطينيين على التوصل إلى اتفاق سلام، دون الإشارة إلى حل الدولتين الذي كان محور السياسة الأميركية في الشرق الأوسط على مدى عقدين.

وفي إشارة إلى أنه سيحاول تحقيق ما لم يحققه أي من الرؤساء السابقين، ألمحت الصحيفة إلى تجاهل ترامب ذكر المستوطنات التي تواصل إسرائيل إقامتها في الضفة الغربية والتي يعتبرها الفلسطينيون عقبة خطيرة أمام التوصل لأي اتفاق.

وبينما حث ترامب القادة الفلسطينيين على القضاء على ما اسماه "التحريض"، مرددا اللغة التي يستخدمها رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو الذي يتهم الفلسطينيين بإثارة العنف ضد اليهود وكراهية إسرائيل في وسائلهم الإعلامية والمنابر السياسية والمدارس.

وفي معرض تأكيده على العقبات التي تعترض أي اتفاق، حث الرئيس عباس إسرائيل على إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية، مستخدما كلمة لم يذكرها ترامب حينما قال "بعد خمسين عاما نحن الشعب الوحيد المتبقي في العالم الذي يعيش تحت الاحتلال".

وذكرت الصحيفة أن الفلسطينيين من جانبهم استقبلوا تعهد ترامب ببدء محادثات السلام بمزيج من التفاؤل والخوف الحذر من أن سعيهم الدبلوماسي يضعف مع اقتراب حلفائهم العرب التقليديين من إسرائيل بسبب المخاوف المشتركة بشأن إيران.

وختمت بأن تراامب تلقى أمس تأييدا غير متوقع من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الذي قال لشبكة سي أن أن الأميركية إن إدارة ترمب كانت أكثر جرأة من سابقاتها وإن لديها فرصة تاريخية لإيجاد حل عادل للنزاع.


وفي السياق جاء في افتتاحية صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية أن لا أحد يتوقع نتائج هامة من اجتماع ترامب بعباس في البيت الأبيض أمس، ولكن حقيقة أنه تم إنما يعكس اعترافا من قبل إدارة ترامب، التي تولت منصبها بتوجه موال لإسرائيل، بأنها يجب أن تمد يدها للفلسطينيين إذا كانت تريد تحقيق أي تقدم نحو ما أسماها ترامب الصفقة الكبرى لاتفاق إسرائيلي فلسطيني.

ومع ذلك اعتبرت الصحيفة تواصل إدارة ترامب مع الرئيس عباس هو أحدث علامة على مراجعة صغيرة لسياستها تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، خاصة وأن ترامب ترشح للرئاسة واعدا بشكل صريح بنقل السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، ورجحت أن يؤجل هذه الخطوة الاستفزازية كما فعل الرؤساء السابقون، ورأت أن ذلك سيكون قرارا حكيما.

ومضت الصحيفة بأن ترامب كان قد طرح قبل أشهر عدة فكرة أن الولايات المتحدة قد تخفف من تأييدها لما يسمى حل الدولتين لصالح بديل غير محدد، لكن يبدو أن الإدارة في الآونة الأخيرة قد أدركت منطقية حل الدولتين، بمعنى أنه إذا نجح فسيسمح بإنشاء وطن فلسطيني مستقل إلى جانب إسرائيل آمنة وديمقراطية.