رام الله - النجاح الإخباري - أعرب رئيس دولة فلسطين محمود عباس عن بالغ التقدير لمواقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثابتة إلى جانب شعبنا لنيل حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال، فضلا عن الحرص على الوحدة الوطنية الفلسطينية، واصلا شكره للجمهورية التركية ومؤسساتها على ما تقدمه من دعم في جميع المجالات، والوقوف مع دولة فلسطين في المحافل الدولية كافة.

وقال في كلمته خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع الرئيس أردوغان، في العاصمة التركية أنقرة، مساء اليوم الثلاثاء، "نحن حينما نلتقي بالرئيس رجب طيب أردوغان، صاحب الخبرة والحكمة، يكون اللقاء فرصة أيضا للتشاور وتبادل الرأي بشكل أخوي، حول مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية والدور الهام الذي تقوم به تركيا في مجال الأمن الغذائي العالمي، وجهود تحقيق الاستقرار في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها العالم".

وأضاف "نسعى في كل لقاء مع الرئيس لنقل العلاقات الثنائية بين بلدينا الشقيقين، لآفاق جديدة من التعاون والتبادل في مختلف المجالات".

وأكد الرئيس "أننا لن نقبل باستمرار الممارسات العدوانية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، وأنه لا بد من وقف جميع الأعمال الأحادية الإسرائيلية المخالفة للقانون الدولي والاتفاقيات الموقعة والتوقف عن الاستيطان الإسرائيلي".

وأكد أن ما تقوم به سلطات الاحتلال من اقتحامات للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية بشكل يومي، وما جرى منذ أيام بإغلاق مؤسسات مدنية حقوقية فلسطينية، يشعل الأوضاع ولا يمكن السكوت عن هذه الممارسات الإجرامية التي يجب أن تتوقف جميعها قبل فوات الأوان.

وجدد الرئيس التأكيد على أن تحقيق الأمن والسلام يبدأ بالتوقف الكامل عن تقويض حل الدولتين من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والتوجه نحو الأفق السياسي.

كما أكد التمسك بالمقاومة الشعبية السلمية، ورفض العنف والإرهاب في منطقتنا والعالم.

وفيما يلي كلمة الرئيس محمود عباس خلال المؤتمر الصحفي:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الرئيس رجب طيب أردوغان،

يسعدني أن ألتقي بكم مجددا أخي الرئيس هنا في أنقرة، لبحث سبل تعزيز علاقات الأخوة والتعاون بين بلدينا وشعبينا، واطلاعكم على آخر المستجدات على صعيد القضية الفلسطينية، ونحن حينما نلتقي بفخامة الرئيس رجب طيب أردوغان، صاحب الخبرة والحكمة، يكون اللقاء فرصة أيضا للتشاور وتبادل الرأي بشكل أخوي، حول مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية والدور الهام الذي تقوم به تركيا في مجال الأمن الغذائي العالمي، وجهود تحقيق الاستقرار في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها العالم.

إننا نسعى في كل لقاء مع الرئيس لنقل العلاقات الثنائية بين بلدينا الشقيقين، لآفاق جديدة من التعاون والتبادل في مختلف المجالات، وأود في هذا الإطار أن أتقدم لأخي فخامة الرئيس اردوغان بالتعبير عن بالغ التقدير لمواقفه الثابتة إلى جانب الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال، فضلا عن الحرص على الوحدة الوطنية الفلسطينية، والشكر موصول للجمهورية التركية ومؤسساتها على ما تقدمه من دعم في جميع المجالات، والوقوف مع دولة فلسطين في المحافل الدولية كافة.

لقد أطلعت الرئيس أردوغان على الأوضاع الصعبة في فلسطين، وأكدت أننا لن نقبل باستمرار الممارسات العدوانية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، ولا بد من وقف جميع الأعمال الأحادية الإسرائيلية المخالفة للقانون الدولي والاتفاقيات الموقعة والتوقف عن الاستيطان الإسرائيلي، وعنف مستوطنيه وجرائم القتل وهدم المنازل والمدارس والمنشآت في أرضنا الفلسطينية المحتلة، وإطلاق سراح الأسرى والإفراج عن جثامين الشهداء الفلسطينيين المحتجزة، ووقف الاعتداءات على أهلنا في مدينة القدس الشرقية ومقدساتنا المسيحية والإسلامية، وكذلك الاعتداء على المناهج المدرسية ومحاولات تهويدها.

 إن ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من اقتحامات للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية بشكل يومي، وما جرى منذ أيام بإغلاق مؤسسات مدنية حقوقية فلسطينية، يشعل الأوضاع ولا يمكن السكوت عن هذه الممارسات الإجرامية التي يجب أن تتوقف جميعها قبل فوات الأوان.

ونجدد التأكيد بهذه المناسبة، على أن تحقيق الأمن والسلام يبدأ بالتوقف الكامل عن تقويض حل الدولتين من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والتوجه نحو الأفق السياسي، لأن تقويض حل الدولتين المستند لحدود العام 1967 من جانب إسرائيل، وتحويله إلى واقع الدولة الواحدة بنظام الأبارتهايد، لن يخدم الأمن والاستقرار في منطقتنا، بل سيؤدي إلى قطع العلاقات وانهيار الاتفاقيات القائمة.

 لذلك فإننا وقبل انهيار الأوضاع بيننا وبين الإسرائيليين، نتوجه إلى مجلس الأمن الدولي ومنظمات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي كافة من أجل الإسراع لحماية حل الدولتين، تمهيدا للذهاب إلى أفق سياسي، ينهي الاحتلال لأرض دولة فلسطين على حدود 1967 بعاصمتها القدس الشرقية، ويقدم حلا عادلا لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وهو ما يتطلب وقفة حاسمة من الجميع. مؤكدين أننا بالرغم من كل ذلك، نتمسك بالمقاومة الشعبية السلمية، ونرفض العنف والإرهاب في منطقتنا والعالم.

لقد أطلعت الرئيس أردوغان أيضاً، على أنه وفي إطار مسعانا لحماية حل الدولتين، فإننا نطالب الدول التي تؤمن به أن تعترف بدولة فلسطين، كما أننا نسعى أيضا للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ولهذا فإننا نجري مشاورات واسعة في هذا الإطار، ونسعى لدعم جميع أعضاء مجلس الأمن والجمعية العامة ويمكن في هذا الصدد عقد مؤتمر دولي بدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة من أجل حماية حل الدولتين.

أشكر الرئيس على حفاوة الاستقبال، وكرم الضيافة، وأجدد التعبير عن تثميننا العالي لمواقفكم الأخوية النبيلة، متمنيا لكم دوام الصحة والسعادة والتوفيق، ولتركيا الشقيقة وشعبها العزيز المزيد من الرخاء والتقدم.

وعاشت الأخوة التركية– الفلسطينية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.