وكالات - النجاح الإخباري - تفيد مصادر أمريكية وأوروبية أن قادة أوروبيين يعارضون “صفقة القرن” لخلوها من سيادة فلسطينية، بالتزامن كشف عن إنذار أمريكي لإسرائيل حول طبيعة علاقاتها مع الصين.

قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن خطة ترامب لتسوية الصراع في الشرق الأوسط التي لم تنشر بعد، ولن تشمل دولة فلسطينية، بل تتحدث عن حكم ذاتي.

ونقل موقع “والا ” الإسرائيلي، عن قادة أوروبيين يدعون دولهم لرفضها لكونها أحادية ومنحازة مع إسرائيل ضد الفلسطينيين.

ويقتبس الموقع عن مصادر تحدثت مع مستشار الرئيس الأمريكي غارد كوشنير قولها، إن الخطة تربط بين السلام وبين التطوير الاقتصادي وبين اعتراف الدول العربية بإسرائيل وقبول الوضع الراهن تكون فيه السلطة الفلسطينية كنظام حكم ذاتي لا كدولة سيادية.

كما قالت هذه المصادر إن الخطة ستنشر في الربيع الحالي أو في مطلع الصيف القريب، فيما قالت جهات أمريكية قبل أسبوع، إنها ستنشر بعدما يستكمل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تشكيل حكومته الخامسة.

يشار إلى أن مسؤولين أوروبيين قالوا قبل أيام لصحيفة الغارديان إنهم ينددون بـ”صفقة القرن” ويدعون الاتحاد الأوروبي لرفضها، وقد اقتبست الصحيفة مذكرة وقعها 25 وزير خارجية أوروبي سابق وستة رؤساء حكومات أوروبية سابقون أرسلت للاتحاد الأوروبي وسكرتيران سابقان لحلف الناتو، يدعون فيها لرفض “صفقة القرن” وكل خطة أخرى لا تقود لدولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل تكون القدس عاصمة مشتركة لهما. وجاء في المذكرة أيضا إنه قد حان الوقت أن تصمم أوروبا على المبادئ الأساسية لمسيرة السلام الإسرائيلي- الفلسطيني”.

خطوة أحادية ومنحازة

وتابعت: “للأسف الإدارة الأمريكية الحالية ابتعدت عن السياسة التقليدية العريقة للولايات المتحدة بهذا المضمار”.

كما انتقد هؤلاء المبادرة الأمريكية الأحادية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة لها من تل أبيب.

 ترامب طالب نتنياهو بالحد من علاقات إسرائيل المتنامية مع الصين، وحذر من تبعات ذلك على العلاقات الإسرائيلية الأمريكية.

وبهذا السياق كشفت عن أن ترامب طالب نتنياهو بالحد من علاقات إسرائيل المتنامية مع الصين وحذر من تبعات ذلك على العلاقات الإسرائيلية الأمريكية.

ونقلت القناة الإسرائيلية 13 ذلك عن مسؤولين مطلعين على لقاء ترامب بنتنياهو في البيت الأبيض في الـ26 من آذار/ مارس الماضي عقب المؤتمر الصحافي المشترك الذي أعلن خلاله ترامب، الاعتراف الأمريكي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل.

ونقلت القناة عن مصدرين قولها إن ترامب كان مباشرا مع نتنياهو بقوله: “إذا لم تعملوا على الحد من التغلغل الصيني في إسرائيل، التعاون المشترك الأمني والاستخباراتي سيتضرر”.

وعبّر ترامب خلال اللقاء عن المشاريع الصينية الضخمة في إسرائيل المتعلقة بمجالي الاتصالات والبنى التحتية ما سيتيح الفرصة لنشاط تجسسي صيني.

وقال المصدران إنه رغم “الأجواء الاحتفالية” للزيارة الأخيرة لنتنياهو إلى البيت الأبيض التي شهدت اعترافا أمريكيا بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان السوري المحتل، إلا أن موضوع الاستثمارات الصينية كان حاضرا بقوة.

قلق أمريكي

يشار الى أن وزير الخارجية الأمريكي وفي زيارة لاسرائيل سبقت زيارة نتنياهو للبيت الأبيض بأيام، قد حذر من تضرر العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وخصوصا التعاون المشترك في مجالي الأمن والاستخبارات، إذا لم تحد إسرائيل من علاقتها المتنامية مع الصين. وأوضحت القناة الإسرائيلية أن نتنياهو أبلغ الإدارة الأمريكية أنه على وشك الموافقة على آلية جديدة لمراقبة الاستثمارات الصينية في إسرائيل.

كذلك قال إنه “عقد اجتماعات للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية حول هذه القضية، وتم تأجيل أية خطوة بشأنها بسبب الخلافات الداخلية مع وزارتي الخارجية والمالية في إسرائيل”.

وأشارت القناة أيضا إلى أن ترامب وخلال اجتماعه مع نتنياهو، أعرب عن قلقه إزاء تغلغل الصين في إسرائيل خاصةً أن الأولى تقيم العديد من مشاريع البنية التحتية الضخمة مثل ميناء حيفا الجديد، إلى جانب قلق واشنطن من فوز شركات اتصالات صينية في مناقصات لبناء شبكات خلوية في إسرائيل.

وقالت إن ترامب لم يقدم إنذارا نهائيا لنتنياهو ولم يحدثه بلهجة تهديد، لكنه طلب الاطلاع على ما يجري، وأبلغه بشكل واضح أن التعاون الأمني قد يتضرر في حال لم يتم الحد من العلاقات مع الصين.

يذكر أن صحيفة “هآرتس” كشفت خلال زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة، أن باحثين أمريكيين أوصوا الإدارة الأمريكية بمساعدة إسرائيل في إنشاء آلية لمراقبة التكنولوجيا والاستثمارات الصينية في إسرائيل، بالإضافة إلى أن تضاعف الولايات المتحدة من دورها في مراقبة الاستثمارات الصينية لمنع الإضرار أمنيا بمصالحها.

وحذر الخبراء الأمريكيون في معهد “راند” من أن ضرر الاستثمارات الصينية في البنى التحتية الإسرائيلية لن يقتصر على إسرائيل، إنما قد يطال الولايات المتحدة الأمريكية.

وخلص التقرير إلى أن العلاقات الإسرائيلية الصينية المتصاعدة ستؤدي إلى تضارب مصالح بين إسرائيل والولايات المتحدة.

وتثير الاستثمارات الصينية في إسرائيل، وخصوصا في ميناء حيفا، قلقا أمريكيا استدعى زيارة من مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، إلى البلاد في السابع من كانون الثاني/ يناير الماضي؛ وذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم”، حينها، أن موضوع الاستثمارات الصينية شكل “الوجبة الرئيسية” خلال اللقاء الذي جمع بولتون بنتنياهو، وهو في صلب الاهتمام الأمريكي.

وليست هذه المرة الأولى التي يطرح فيها مسؤولون أمريكيون قضية “الاختراق الصيني” للاقتصاد الإسرائيلي، إذ كشفت مصادر محلية، في كانون الثاني/ يناير الماضي، أن مسؤولين أمريكيين حذروا نظراءهم الإسرائيليين من أن الدور الصيني في توسعة ميناء حيفا وبنى تحتية إسرائيلية أخرى سيصعب من استمرار التعاون مع البحرية الأمريكية.