النجاح الإخباري - وقع الطرفان المتحاربان في جنوب السودان الاربعاء اتفاقا "أوليا" لتقاسم السلطة يعيد تعيين زعيم المتمردين رياك مشار نائبا للرئيس، بحسب وزير سوداني.

وفي إطار جهودها الاقليمية لانهاء النزاع في هذه الدولة، استضافت الخرطوم جولة من محادثات السلام منذ حزيران/يونيو بين الزعيمين المتحاربين كير ومشار.

واتفق الطرفان على وقف دائم لاطلاق النار وسحب قواتهما من المناطق السكنية.

وفي السابع من تموز/يوليو اتفقا على تقاسم السلطة الا ان التوقيع على الاتفاق تأخر بسبب خلافات حول فحوى الاتفاق.

وقال وزير خارجية السودان الدرديري احمد خلال مراسم التوقيع في الخرطوم انه يتعين ان يتبع الاتفاق "الأولي" الذي تم التوقيع عليه الاربعاء، اتفاق نهائي في الخامس من اب/اغسطس.

وقال احمد "تم التوقيع على وثيقة لتقاسم السلطة تعالج جميع القضايا العالقة خلال الفترة الانتقالية".

واضاف "سلفا كير سيبقى رئيسا لجنوب السودان وسيكون رياك مشار نائبا اولا للرئيس".

واضاف "سيكون هناك اربعة نواب رئيس آخرين بين الجماعات السياسية الاخرى".

وفور التوقيع على اتفاق سلام فسيتم منح الطرفين ثلاثة اشهر لتشكيل حكومة انتقالية بصيغة جديدة ستتولى السلطة لمدة 36 شهرا اخرى.

وقال احمد ان بين القضايا التي لا يزال يتعين حلها هو كيفية تقاسم السلطة على مستوى الاقاليم والمقاطعات.

وقال الوزير ان "المفاوضات ستتواصل حتى نتوصل الى اتفاق" مضيفا ان بعض جماعات المعارضة رفضت التوقيع على اتفاق الاربعاء، ولكن المحادثات معهم لا تزال مستمرة.

وينص اتفاق الاربعاء على تشكيل حكومة انتقالية تضم 35 وزيرا، 20 من جماعة كير وتسعة من جماعة مشار، والاخرون يمثلون الجماعات الاخرى.

وسيتألف البرلمان من 550 نائبا بينهم 332 من جماعة كير و128 من جماعة مشار.

وقال احمد انه سيتم تشكيل لجنة مستقلة لتحديد عدد المحافظات في البلاد.

من جهتها، رحبت جماعة كير بالاتفاق قائلة إنه "انجاز عظيم".

وقال وزير الاعلام في جنوب السودان مايكل ماكوي للصحافيين بعد توقيع الاتفاق "اننا نحقق السلام لشعب جنوب السودان. سنواصل العمل الجاد لضمان تنفيذ الاتفاق نصا وروحا".

وكان تم التوقيع على اتفاق مماثل في 2015 الا انه فشل في وقت لاحق وانتهى بمعركة دامية فر على اثرها مشار الى المنفى.

واندلعت الحرب في جنوب السودان بعد ان اتهم كير نائبه السابق مشار بالتامر للاطاحة به.

وادت المعارك الى مقتل عشرات الالاف وتشريد الملايين.

وقد دفع قادة شرق افريقيا بالمبادرة الاخيرة للسلام لكن واشنطن اثارت الشكوك بشأنها بعد تمديد برلمان جنوب السودان فترة ولاية الحكومة الحالية في وقت سابق الشهر الحالي.

وابدى البيت الابيض شكوكا حيال قدرة كير ومشار على إحلال السلام في جنوب السودان.

واكد في بيان "ما زلنا نشكك في قدرتهم الاشراف على انتقال سلمي وفي الوقت المناسب الى الديمقراطية والحكم الرشيد".

واضاف ان "الاتفاق بين النخب لن يحل المشاكل التي تعصف بجنوب السودان. في الواقع، فقد يزرع مثل هذا الاتفاق بذور جولة اخرى من النزاع".

وسرعان ما انزلق البلد الذي نال استقلاله عام 2011 الى حرب أهلية وتقوضه الخلافات التي تغذيها العداوة العميقة بين كير ومشار.

لقد دمرت الحرب اقتصاد البلد الغني بالنفط كما تعطلت الزراعة بشكل كبير.

وتقول الامم المتحدة ان سبعة ملايين من سكان جنوب السودان، اي اكثر من نصف السكان، سيحتاجون إلى مساعدات غذائية عام 2018.