النجاح الإخباري - قال المحلل العسكري الإسرائيلي الشهير رون بن يشاي إن قوات الاحتلال تعتقد بأن المواجهة مع قطاع غزة وصلت إلى مفرق طرق، فيما يرى كبار قادة القوات أن قوة الردع تآكلت مع مرور 4 سنوات على الحرب الأخيرة صيف 2014، وأنه يتوجب على المستوى السياسي اتخاذ القرار؛ إما التسوية أو الحسم العسكري.

وذكر بن يشاي أن هناك حديثًا في مقر قيادة وزارة الحرب الاسرائيلية "هكرياه" في تل أبيب عن تسوية شاملة بالقطاع تشمل الجانب الإنساني ووقفًا لإطلاق النار واستقرارا أمنيا على السياج الأمني مع القطاع لفترة طويلة، بالإضافة لقيود على التسلح.

أما على الجانب الآخر، فيستعد الجيش-بحسب بين يشاي- لسيناريوهات متطرفة قد توصل الأمور إلى "الحسم العسكري وبالتالي البدء بمواجهة عسكرية واسعة النطاق يخطط الجيش خلالها لتوجيه ضربة عسكرية عنيفة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي وبأقل مدة ممكنة".

ولفت إلى أنه لا يوجد قرار حتى الآن بالذهاب نحو معركة عسكرية للإطاحة بحكم حركة حماس في القطاع "طالما لا يوجد بديل ليشغل الفراغ، وأنه لا يمكن للجيش أن يذهب نحو عملية عسكرية تخلق واقعًا فوضويًا ما يؤثر على الغلاف بشكل كبير، وبالتالي اضطرار الجيش لإعادة السيطرة المباشرة على مليوني فلسطيني وتحمل التكاليف الباهظة لذلك".

ووفق بن يشاي فإن القوات "باتت أكثر جاهزية للحرب المقبلة لشن هجوم على القطاع بعد استخلاص العبر والإخفاقات السابقة".

وحول أهداف أي عملية عسكرية مقبلة، قال بن يشاي إن "الأهداف تتمثل في الوصول لحسم كامل للمعركة لصالح الجيش وبالسرعة الممكنة ما يجبر حماس ومن يدور في فلكها لطلب وقف إطلاق النار.

كما تشمل الأهداف-بحسب بن يشاي- تدمير الأنفاق وتحييد خطرها ومنح سكان مستوطنات غلاف غزة شعورًا بالأمان، بالإضافة لإحباط عمليات أسرى للجنود والإسرائيليين.

كما يتمثل الهدف في توجيه ضربة جوية شاملة في بداية المعركة وبعدها الدخول في مواجهة برية وفصل أجزاء القطاع عن بعضها وسيطرة القوات على مواقع مفصلية لمنع الإمداد، كما يطمح الجيش إلى منع حماس والفصائل من الحصول على إنجاز معنوي للرأي العام، بالإضافة إلى عدم تعليق "إسرائيل" في حبال وسيط ليس معني في إنهاء الحرب.

وتحدث المحلل العسكري الإسرائيلي الشهير عن أن حركة حماس باتت جاهزة لتسوية في القطاع لإخراج سكان القطاع من الضائقة غير المسبوقة والتي وصلوا إليها، وأضاف "أنه وعلى الرغم من ذلك وعلى الرغم من أن حماس لا زالت مرتدعة من الجيش وغير معنية بمواجهة جديدة إلا أنها ستضطر للمبادرة لهكذا مواجهة للخروج من النفق المظلم الذي دخلت إليه"، على حد قوله.

واختتم بن يشاي مقالته بالقول إن الحل الأمثل للجانبين الآن هو التسوية السياسية والاقتصادية والإنسانية، ومع ذلك فهنالك حاجة للبحث عن وسيط آخر عدا المصريين لأنهم فشلوا في إدارة أزمات سابقة كالحرب الأخيرة التي طالت 50 يومًا، ويجري البحث عن جهات تأثير في المنطقة والمعنية بالمساعدة على إعمار القطاع.