النجاح الإخباري -  أطلع وزير الخارجية والمغتربين د. رياض المالكي نظيره الإيرلندي السيِّد سيمون كوفيني على آخر التطورات السياسيَّة والميدانيَّة والدبلوماسيَّة على الساحة الفلسطينية والإقليمية، جاء ذلك خلال لقاء جمع بينهما مساء هذا اليوم، في مكتبه بمقرّ وزارة الخارجية في رام الله .

وبحث المالكي مع وزير خارجية ايرلندا تداعيات إعلان رئيس الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، إضافة الى التهديدات الأمريكيَّة بتقليص حجم التمويل، الذي تُقدَّمه للأونروا تارة والتلويح بوقفه والمساعدات التي تقدمها للسلطة الفلسطينية، كما وضعه في صورة انتهاكات الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، وجملة القوانين العنصرية التي تسابق الريح بسنِّها، خاصة وأنها بمجملها موجَّهة للإضرار بالشعب الفلسطيني ومصالحه ووجوده ومقوِّمات صموده على أرضه.

وشدَّد على أن أمريكا بإدارتها الحالية، ليست وسيطاً نزيهاً يمكن الركون إليه في أي تسوية قادمة، مبيِّناً أنها بخطواتها وقراراتها الأخيرة أقصت نفسها بعيداً، وعملت بشكل متعمَّد على تقويض حل الدولتين، مطالباً دول العالم، ولا سيما ايرلندا الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقيَّة طبقاً لتصويت برلمان لصالح هذا الاعتراف، بغية إنقاذ حل الدولتين، ولإرسال رسالة واضحة لإسرائيل وأمريكا بدعم هذا الحل الذي حاز على اجماع المجتمع الدولي. وطالب المالكي الضيف بأن تعترف بلاده ودول الإتحاد الأوروبي بفلسطين دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مبيِّناً أن هذا هو أفضل رد على الإدارة الأمريكية التي خدعنا جميعاً بدراستها للوضع ونيتها تقديم خطة سلام دعتها بصفقة القرن، مشدِّداً على أن القيادة الفلسطينية ومن ورائها الشعب الفلسطيني لم ولن يقبلا بثلاثة مستوطنين يعملون على تحقيق السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، فكوشنير وجرينبلات وفريدمان كلهم مستوطنين وجميعهم يعملون لصالح دولة الإحتلال وإستيطانها الاستعماري الإحلالي وتعزيزه بالمال والدعم السياسي والدبلوماسي.

من جانبه عبَّر كوفيني عن دعم بلاده للحل القائم على أساس الدولتين، وأن لدى بلاده الرغبة وانطلاقاً من علاقاتها الطيبة مع الطرفين لعب دورٍ سياسيّ يبعث الأمل لكلا الجانبين، على طريق إحداث إختراق في العملية السياسية المتوقفة. وأعرب عن موقف بلاده الرافض لقرار الرئيس الأمريكي بخصوص القدس مشدِّداً على أن القدس إحدى قضايا الوضع النهائي، فلا بُدَّ وأن تكون على طاولة البحث بين الطرفين، موضحاً أن بلاده تعتبر القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين المستقبلية، كما الغربية عاصمة لإسرائيل، مضيفاً أن هذا يجب أن يتحقق على طاولة المفاوضات الجادة بين الطرفين. وأضاف أنَّ بلاده ترغب في تنفيذ عدد من المشاريع في فلسطين وخاصة في قطاع غزة الذي سيقوم بزيارته يوم غدٍ الخميس، ومن بين هذه المشاريع الحيوية إقامة مشاريع توليد طاقة كهربائية بالطاقة الشمسية، وأنها تأمل في إستغلال الأراضي الفاصلة وغير المستغلة فلسطينياً لصالح الشعب الفلسطيني، كما أشار إلى أن بلاده ستقدِّم العديد من المنح الدراسية للطلبة الفلسطينيين. وأردف قائلاً بأنه والمالكي تطرقا إلى تشكيل لجنة مشاورات سياسية بين وزارتي خارجيتي البلدين، ولجنة وزارية مشتركة تناقش وتنسِّب المشاريع التي يمكن تنفيذها طبقاً لإحتياجات دولة فلسطين.

وشدَّد كوفيني على أن لا يفقد الشعب الفلسطيني الأمل في تحقيق تطلعاته فقد عانت بلاده الكثير وما زالت بعد تحقيق السلام منذ عشرون عاماً، ومن هذا المنطلق ترى إيرلندا بنفسها لاعباً حيوياً مناسباً في التوسط ولعب دور نزيه يمكن لكلا الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي التعويل عليه. وبيَّن بأنه إستمع الى الوزير المالكي ورؤية القيادة الفلسطينية لدور الولايات المتحدة الأمريكية والخيارات المتوفرة، موضحاً بأنها تقوم على أساس تشكيل أوسع قاعدة دولية ترعى العملية وتراقبها وتدفع بها إلى الأمام مما سيختصر الكثير من معاناة الشعب الفلسطيني الذي مر بصعوبات على مدى عقود من الزمن. ويوفر الأمن والإستقرار والإزدهار لكلا الشعبين، والمنطقة والعالم.

وحضر اللقاء عن الجانب الايرلندي السيَّد جوناثان كولون ممثل ايرلندا لدى فلسطين، و بيري روبنسون مدير الدائرة السياسية، وإيسيولت فيتزجيرالد مدير دائرة الشرق الأوسط، وباول جليسون مدير التنسيق السياسي، وكريس دونوجوي مدير الإتصالات، وكلاري بروسنان السكريتير الخاص، وديكلان جونستون نائب ممثل ايرلندا لدى فلسطين، وعن الجانب الفلسطيني وكيل الوزارة تيسير جرادات، ومساعد الوزير للشؤون الأوروبية السفيرة أمل جادو، و مدير وحدة الإعلام المستشار أحمد سلامي كبها ، و من مكتب الوزير الملحق الدبلوماسي دانية دسوقي، ومسؤولة ملف إيرلندا سهى غيتيت.