النجاح الإخباري - طالب مسؤول بمنظمة التحرير الفلسطينية، السبت، أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بـ"تحمل مسؤولية أي عجز مالي" تواجهه وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"؛ نتيجة القرار الأمريكي "تجميد" مساعدات مالية كانت مقررة لها.

وأضاف أحمد حنون، مدير عام دائرة شؤون اللاجئين في المنظمة، أن المساعدات التي يتم تقديمها للاجئين الفلسطينيين هي "التزام دولي تجاه هذه القضية، وبناء على قرار دولي يقضي بحق عودة اللاجئين لديارهم التي هجروا منها".

ومساء الجمعة، قالت القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي (غير حكومية)، إن الولايات المتحدة جمدت مطلع يناير/كانون ثاني الجاري، مساعدة مالية بقيمة 125 مليون دولار، كان من المقرر أن تدفعها لـ"أونروا"؛ ما أكده موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي، نقلا عن دبلوماسيين غربيين.

والثلاثاء الماضي، قالت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي: "الرئيس ترامب سيوقف الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لأونروا؛ وذلك حتى يعود الفلسطينيون إلى طاولة المفاوضات".

واعتبر حنون، أن القرار الأمريكي "خارج عن العرف والأخلاق، وابتزاز لملايين اللاجئين، واستحضار لحالة الفوضى بالمنطقة".

وأضاف: "وقف المساعدات يعني أعباء جديدة على اللاجئين، وليسوا وحدهم من سيدفع الثمن؛ لأن الأمر يتعلق بمصائر الناس وطموحاتهم وسبل حياتهم اليومية".

وتقدم "أونروا" خدماتها لنحو 5.3 ملايين فلسطيني في الأراضي الفلسطينية والأردن ولبنان وسوريا.

وحتى نهاية عام 2014، بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين 5.9 ملايين لاجئ، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (حكومي)، منهم حوالي 5.3 مليون لاجئ مسجلون لدى الوكالة.

وقال المسؤول في منظمة التحرير، إن القرار يأتي استسلاما لمطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بتفكيك وكالة الغوث، وإنهاء حق العودة.

وأمس الجمعة، قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، جلعاد أردان، في تصريح صحفي: "ينبغي تفكيك أونروا في أسرع وقت ممكن".

وتابع حنون: "ما يحصل يأتي في إطار مخطط منهجي، لإنهاء قضايا الحل النهائي التي تتمحور المفاوضات حولها".

وقال إن القضية الأولى كانت "الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقضية اللاجئين هي القضية الثانية من قضايا الحل الدائم والنهائي التي يجري دفنها لفرض أمر واقع على العرب والمسلمين".

ومضى قائلا: "تفكيك أونروا كشاهد ومسؤول عن قضية اللاجئين، هو ضربة لحق العودة".

وبين حنون أن وقف المساعدات سيضيف أعباء جديدة وهموما ثقيلة على كاهل اللاجئين في مختلف أماكن اللجوء، ويمس حياتهم بشكل مباشر.

وشدد على أن القرار سيلقي بنصف مليون طالب خارج إطار مدارس الوكالة، عوضا أن تلك المدارس تعاني أصلا من أزمات مالية.

وكشف حنون عن اتصالات تجريها منظمة التحرير مع وكالة الأونروا، في محاولة لعقد اجتماع تشاوري مع الدول المضيفة والمتبرعة، لبحث تداعيات القرار الأمريكي.

واستنادا إلى وكالة "أونروا"، قدمت الولايات المتحدة مساعدات لها بقيمة 364 مليون دولار، العام الماضي، من أصل ميزانيتها البالغة نحو 874 مليون دولار.