عبدالهادي مسلم - النجاح الإخباري -  

كثيرة  هي مأسي أسر الشهداء ومعاناتهم وهي تختلف من حالة إلى أخرى فالبرغم من فقدانها لاعز أبناؤها إلا ان لكل أسرة حكاية وقصة من المعاناة والالم  فبعضها  ليس له مصدر دخل واخرى تسكن الإيجار ومهددة  بالطرد نظرا لتراكم الديون عليها وآخرى عليها قروض وآخرى  وآخرى -والقائمة تطول

 فالشهيد جمال محمد مصلح "٢٢ عاما" من مخيم المغازي و  الذي استشهد  في يوم جمعة  الغضب الماضية   على اثر الإصابة  الخطيرة  في البطن التي تعرض لها   في المواجهات  التي اندلعت بالقرب من  الخط الفاصل شرق  مخيم البريج من قبل قوات الاحتلال، معاناته لها طعم آخر  ومختلف فاسرته تعاني  من فقر مدقع جعله قبل سنة ان يتجاوز السلك الفاصل من أجل البحث عن لقمة العيش وثم اعتقاله وأمضى أكثر من عام  في سجون الاحتلال.

المطلع على وضع عائلة الشهيد  مصلح يعرف المعاناة الذي كان يعيشها  وهي للأسف حال معظم الشباب والخريجين العاطلين عن العمل نظرا لحآل غزة المحاصرة والتي وصل بها الحال إلى الدمار والهلاك.
فليس  غريبا ان يكتب الشهيد  تدوينه على صفحته على الفيس بوك انه ذاهب لكي يستشهد  من اجل الاقصى ولا يوجد في جيبه شيكلا واحدا وتوجيه رسالة مؤثرة تدعو للتخفيف من مشاكل غزة.
معاناة عائلة الشهيد جمال لا تتوقف عند هذا الحد بل تتفاقم نظرا لعدم وجود منزل يتسع لها كما يقول عمه سامي  انه بسبب ذلك  كان ابن اخي  دائما خارج البيت ويأتي في وقت متأخر لأن الغرفة التي ينام بها   مع إخوته وشقيقاته   لا تتسع   حيت ان منزله لا يتجاوز 50 مترا وكذلك في ظل العجز من الوالد الذي يعمل موظفا بسيطا في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والديون والقروض تلاحقه في كل مكان مؤكدا أن هذا الوضع جعل ابن اخي يتمنى الشهادة فنالها".

حاول الشهيد مصلح ان يحسن من وضع اسرته ويساهم في تخفيف معاناتها ببناء طابق آخر  ولكنه فشل في ابجاد فرصة عمل كباقي الشباب وسجن على إثر ذلك من قبل الاحتلال عندما حاول العمل داخل الخط الأخضر 

 أسرة الشهيد كانت قد ناشدت وكالة الغوث ووزارة الأشغال العامة والإسكان من أجل بناء منزلها عدة طوابق لكي يتسع  أو توفير شقة سكنية لها ولكن بدون جدوى.

استشهد الشاب جمال وشيع جثمانه في موكب جنائي مهيب وردد فيها اغنية زعردي يا ام الشهيد وزعردي احنا كلنا اولاديكي وبعدها عاد  كلا إلى بيته وبقت معاناة اسرته فهل من مسؤول يحقق حلم الشهيد و يتصل عليها ليخفف من معاناتها ويجعلها تعيش حياة كريمة كباقي البشر ويوفر لها منزل يتسع لها حيت صدق المثل على شهيدنا جمال من  الفقر  إلى الفقر ؟

وفي اجواء الحزن التي تعيشها أسرة الشهيد فإنها تناشد الرئيس محمود عباس ابو مازن ورئيس الوزراء الأستاذ الدكتور رامي حمدالله، ووزير الأشغال العامة والإسكان وقيادات فتح وكالة الغوث وصاحب كل ضمير أن يقف إلى جانبها لتحقيق حلم ابنها  الشهيد جمال والذي ضحى بروحه من أجل الأقصى ومن أجل أن يحيا شعبنا حياة كريمة بتوفير شقة سكنية او بناء المنزل عدة طوابق لكي يتسع لأفراد الأسرة 

وكان  مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى  قد اوضح ان الشهيد مصلح تعرض لعدة رصاصات في البطن احداها اخترقت الكبد  ووصل إلى المستشفى في حالة حرجة جدا وأجريت له عدة عمليات إلا انه فارق الحياة    

وكانت جماهير غفيرة وفي  موكب جنائزي مهيب قد  شيعت جماهير شعبنا في مخيم المغازي جثمان الشهيد  جمال مصلح الذي لف بالعلم الفلسطيني والأصفر بعد إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه من قبل ذويه وأسرته وأخوته وأصدقائه في منظر ساده الحزن والالم إلى مقبرة المخيم حيت وري الثرى .