النجاح الإخباري - جدد رئيس دولة فلسطين محمود عباس، اليوم الجمعة، التأكيد على أن الولايات المتحدة لم تعد وسيطاً نزيها في عملية السلام بعد قرار الرئيس دونالد ترمب بأن القدس عاصمة لدولة إسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده سيادته مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون عقب جلسة مباحثات في قصر الاليزية في باريس، تم خلالها مناقشة تطورات القضية الفلسطينية، وعددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وأضاف الرئيس: إننا لن نقبل أي خطة من الولايات المتحدة الأميركية بسبب انحيازها وخرقها للقانون الدولي.

وأردف: من ينتهك جميع القرارات الدولية لا اعتقد أنه قادر على إيجاد حل في الشرق الأوسط.

وتابع الرئيس: فخامة الرئيس لقد استثمرت فرنسا ومعها الاتحاد الأوروبي ودول شقيقة وصديقة حول العالم في مساعدة وبناء مؤسسات دولة فلسطينية قوية وفاعلة يشهد لها الجميع، ونأمل ألا يتم تدمير هذا الجهد الذي بذلتموه والذهاب بها إلى المجهول، بسبب الممارسات الاستيطانية الإسرائيلية، إسرائيل تقوم بعمل استيطاني في جميع الأراضي المحتلة، وحسب اتفاقية جنيف الرابعة هذه أرض محتلة ولا يجوز للدولة المحتلة أن تنقل سكانها.

وتحدث سيادته عن الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية بحق شعبنا، مضيفا: وهنا أتذكر الطفلة التي قامت إسرائيل باعتقالها عهد التميمي، وكذلك الرجل العاجز المقطعة أرجله ويجلس على كرسي متحرك وتم استهدافه وقتلة في مظاهرة سلمية.

وتابع سيادته: سيدي الرئيس، إن الاعتراف بدولة فلسطين، هو استثمار في السلام، وفي مستقبل مستقر وآمن للمنطقة، وإبعاد شبح العنف والتطرف والإرهاب والحروب عن منطقتنا، وبالتأكيد أننا من الجهات الرسمية في العالم التي تحارب العنف والإرهاب، ولدينا اتفاقيات مع 83 دولة في العالم، ونحن ننشر ثقافة السلام بدل الحرب، ولذلك تشاهدون أن كل المظاهرات التي خرجت في جميع المحافظات سلمية ولم تطلق فيها رصاصة واحدة.

ودعا الرئيس عباس الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين بأن تقوم بذلك حفاظاً على حل الدولتين قبل فوات الأوان.

وردا على سؤال للصحفيين حول الذي طلبه الرئيس عباس من نظيره الفرنسي، أجاب سيادته: نتكلم مع الرئيس ماكرون كأصدقاء وهناك ثقة عالية بينه وبيننا وبين فرنسا وفلسطين، ونتحدث بوضوح وصراحة، وفرنسا تقول دائما أنها مع الحل السياسي القائم على الشرعية الدولية، وحل الدولتين.

وذكّر الرئيس بأن 128 صوتا (دولة) دعمت الليلة الماضية مشروع القرار الخاص بالقدس في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مضيفا: بدأنا في مجلس الأمن ثم في الجمعية العامة مرتين وهذه الثالثة، وسنستمر في جهودنا.

وأردف الرئيس: هذه المرة "متحدون من أجل السلام" وآمل أن يتعظ الآخرون، فلا يمكن أن تُفرض مواقف على العالم بالمال.

وقال سيادته: وسنستمر في مساعينا هذه، وإذا قبلوا بحل الدولتين والقدس عاصمة، وجلسنا على أساس حدود 1967 نحن مستعدون للتفاوض، ولن نخرج عن ثقافة السلام وعن أسلوبنا، حتى نحقق السلام مع جيراننا، والمهم أن هناك دولا كثيرة في العالم أيدت موقفنا، وهناك دولا لها تأثيرها تدعم مواقفنا.

وردا على سؤال للرئيس عباس حول المسائل التي بحثها مع الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته الأخيرة للسعودية، المعروف بقربه من أميركا، قال سيادته: بالنسبة للسعودية، كما تعلمون أن علاقاتها قوية منذ الأربعينيات مع أميركا، والحقيقة أن القضية الوحيدة بين أميركا والسعودية هي القضية الفلسطينية التي هي ليست قضية الفلسطينيين وحدهم بل المسيحيين والمسلمين.

وأثنى الرئيس على الدعم السعودي للقضية الفلسطينية، مضيفا: السعوديون يقولون لنا ماذا تريدون نحن معكم، ولن نتدخل في شؤونكم، وهناك البعض تدخل في شؤوننا، أما السعودية بالذات لم تتدخل في شؤوننا، وهي لم تتأخر في دعمنا.

وتابع سيادته: أذكر أن الملك سلمان قال لي، لا حل إقليمي دون حل القضية الفلسطينية، هذه المرة أكدها الملك، وكذلك ولي العهد.

ماكرون: فلسطين ليست وحدها ونحن جادون في دعم مساعي السلام

من جانبه، قال الرئيس الفرنسي: أود أن أشكر الرئيس على وجوده في باريس، وبعد بضعه أيام مع لقائي مع الملك الأردني عبد الله الثاني التقيه هنا لبحث العديد من المسائل وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

وأضاف ماكرون: أبلغت الرئيس أننني لا أؤيد قرار ترمب بشأن القدس، وأؤكد على حرصي على العملية السياسية وحرصي على الاستقرار بين الفلسطينيين والفلسطينيين، والاستقرار والسلام لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال السلام.

وتابع: رأيتم في الأسابيع الماضية الاجتماعات في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن، وهذا يظهر أن مطالب الشب الفلسطيني لها صدى، وأن فلسطين ليست وحدها ونسعى لأن تكون القدس عاصمة للدولتين، أنا أعرف أن هناك مظاهرات حاليا، وأشكر الرئيس عباس بالتزامه بالتهدئة.

وقال: فرنسا ستبقى تقف إلى جانب فلسطين، ونأمل بأن يستمر العمل البناء مع إسرائيل، وعندما استقبلت رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو مؤخرا طلبت منه أنا يقوم بمبادرات شجاعة خدمة للسلام، كما طلبت منه بصراحة وقف الاستيطان.

وعبر ماكرون عن رضاه مما تحقق على صعيد إنهاء الانقسام الفلسطيني، مضيفا: بحثت مع الرئيس عباس موضوع المصالحة الفلسطينية، وأنا أعبر عن أملي بأن تنجح هذه المساعي، وفرنسا حيت اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، وبلادنا تؤيد عودة السلطة الوطنية إلى قطاع غزة.

وقال ماكرون: في ظل الأوضاع الراهنة، أؤكد على أنه من المهم الهدوء وبخاصة في الأماكن المقدسة مع اقتراب الأعياد، وهنا أوجه رسالة سلام، وفرنسا والاتحاد الأوروبي، ستكرسان الجهود لدعم العودة للمفاوضات وصولا إلى تحقيق السلام.

وأردف: وخلال عام 2018 سأزور فلسطين وإسرائيل من أجل الدفع باتجاه السلام، وستعزز فرنسا علاقاتها مع فلسطين في مختلف المجالات.

وأضاف: فرنسا ستواصل اتصالاتها مع الشركاء، ولن نتسرع ونحن نعمل بعيدا عن الشعارات الرنانة، وأهم شيء الإنجاز، وعندما يهمش أحد نفسه في عملية بناء السلام، فلا يدعي أن يشارك في هذا الأمر، ولقد سمعتم الرئيس عباس يقول إن أميركا انحازت لطرف، ولذلك فلم تعد وسيطا نزيها.

الرئيس يرحب بزيارة ماكرون المرتقبة لفلسطين

وأشاد الرئيس عباس بما سمعه من نظيره الفرنسي، وقال: فخامة الرئيس أقول أهلا وسهلا بكم في فلسطين عام 2018، وهذه الزيارة ستكون شرف لنا، وهي فرصة لتطلعوا على الأوضاع، وأنتم تقومون بأعمال كثيرة لدعم الشعب الفلسطيني في مختلف المجالات.