النجاح الإخباري - تعوَّد أهالي منطقة كوتسيكا، أحد أحياء مدينة القاهرة في مصر، على إلقاء مخلفاتهم في مكب للقمامة يوجد في نهاية مرآب للسيارات بجوار المنطقة، ولكن قبل أربع سنوات نجحت جمعية عين البيئة التعاونية في تغيير هذا المشهد، ليتحول المكب إلى مقر للجمعية، يستقبل القمامة لكن بطريقة تحولها من عبء إلى قيمة مضافة.

الفرق بين المشهدين يقف خلفه جهدٌ قام به فريق من الجمعية مؤلف من شباب المنطقة، بمساعدة المهندس سامي برسوم، استشاري إعادة تدوير المخلفات الصلبة بالجمعية، والذي صمَّم ماكينات مخصصة لتحويل المخلفات البلاستيكية إلى منتجات.

جمعية عين البيئة التعاونية هي جمعية أُسِّست عام 2012، وتهدف إلى تفعيل دور المجتمع المدني في حل المشكلات البيئية اليومية التي تواجه المواطنين، مثل مشكلة القمامة والتلوث وغيرها.

وبدأ جهد الجمعية بتوعية أهالي المنطقة بأهمية فصل القمامة من المنبع. يقول المهندس علي زايد -الباحث المتخصص في إعادة تدوير المخلفات الصلبة بالجمعية، ومسؤول رقابة الجودة بها-: ”مرت فتيات الجمعية على سيدات البيوت للتوعية، ووزعت عليهن أكياسًا زرقاء للمخلفات الصلبة وأخرى خضراء للمخلفات العضوية، وعبوة لتجميع الزيوت المستخدمة“.

من ثَم يجمع الشباب القمامة من المنازل عبر دراجة نارية تحمل خلفها صندوقين، أحدهما أخضر والآخر أزرق، وأطلقوا عليها اسم ’طفطف البيئة‘. يبتسم زايد ويقول وهو يشير إلى بعض المنتجات الناتجة عن القمامة مثل بودرة البلاستيك والأخشاب وطوب البناء: ”كان الأهالي يمنحون جامع القمامة مقابلًا ماديًّا، والآن توفر الجمعية لهم خدمة جمع المخلفات مجانًا، لنحولها إلى منتجات، ننفق بها على أنشطتنا البيئية الأخرى“.

ويتحدث زايد بفخر عن نجاحهم في تغيير ثقافة المجتمع المحلي، قائلًا: ”اختفت كلمة (الزبال) التي تُطلَق على جامع القمامة، وأصبحت رؤية الطفطف من الأمور المحببة، لا سيما لدى الأطفال“.