النجاح الإخباري - أكدت دراسة علمية للباحث الفلسطيني عماد حسن أبو اللبن، على أن دولة الإمارات العربية المتحدة تنتهج سياسة ثابتة تجاه القضية الفلسطينية منذ نشأتها، تقوم على مبدأ الاحترام المتبادل، ودعم القضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية والإقليمية والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وتمكينه في كافة مراحل نضاله ودعم المؤسسات الفلسطينية بشتى أنواع المشاريع الإنسانية "التنموية، الاغاثية، الإنشائية، الصحية والتعليمية".

وخلصت الدراسة التي قدمها الباحث أبو اللبن لنيل درجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة الأقصى بغزة، والتي جاءت بعنوان "السياسة الخارجية للإمارات العربية المتحدة تجاه القضية الفلسطينية 2000-2015"، إلى أن دولة الإمارات تصدرت مكانة مرموقة في دورها الإنساني البارز الذي تقوم به في المنطقة وفي شتى أنحاء العالم، من خلال مشاريع الإمارات الإغاثية والتنموية التي تنفذها عن طريق عدة مؤسسات إنسانية فيها، وظهر ذلك جلياً من خلال ما قدمته من دعم للشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس.

وأشارت الدراسة إلى أنه حدثت تغيرات على السياسية الخارجية تجاه القضية الفلسطينية بعد وفاة الشيخ زايد بعد عام (2004م) وبخاصةٍ عند حدوث الخلاف والانقسام الفلسطيني حيث وقف داعمه للرئيس الفلسطيني محمود عباس، وانحازت إلى جانبه من خلال تحفظها على موقف حركة حماس، باعتبارها امتداد للإخوان المسلمين وبخاصة بعد موقف الجامعة العربية المؤيد للشرعية الفلسطينية.

وأكدت نتائج الدارسة على أن الإمارات لعبت دوراً رئيسياً وهاماً على الساحة العربية والدولية، وظهر ذلك جلياً بعد الحراك العربي (2010م)، وأصبح للسياسة الإماراتية الخارجية دوراً رئيساً في مجريات الأحداث، والتغيرات الحاصلة، كما وظفت الإمارات مساهماتها الإنسانية، وقدراتها السياسية والإعلامية ومواردها المالية الضخمة لتأكيد حضورها على المستويين الإقليمي والعالمي، وكانت فلسطين من أهم الميادين التي برز فيها الدور الإنساني الإماراتي.

كما أكدت الدراسة على أن الإمارات حرصت على ألا تتغيب عن أي محفل إقليمي، أو دولي، والمشاركة الجادة في المؤتمرات، والمناسبات، الإقليمية، والدولية الهامة ولم تفوت فرصة في أي من تلك المحافل للدفاع عن الحقوق الفلسطينية المشروعة.

وشددت على أن الإمارات عمدت في سياستها الخارجية تجاه الدول العربية عامة وفلسطين خاصة إلى تطوير وتكامل الأدوات ما بين المشاريع الاقتصادية والمواقف السياسية والتصريحات الإعلامية، والمساعدات الإنسانية وراعت في توظيف أدواتها طبيعة كل دولة، وخصوصية كل مرحلة من مراحل العمل السياسي.

وأوضحت الدراسة أن سياسات الإمارات أدت إلى خلق معايير جديدة لعلاقاتها مع اللاعبين الرئيسيين في الشرق الأوسط والعالم خاصة أن الإمارات دولة صغيرة نسبيا محاطة بدول كبيرة تتفوق عليها جغرافياً وسكانياً وعسكرياً.

وأوصت الدراسة بالحفاظ على الأهداف الواضحة للسياسة الإماراتية الثابتة تجاه الحقوق الفلسطينية، مثل حق العودة، وتقرير المصير ومستقبل القدس، إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وأن تسخر الإمارات إمكانياتها السياسية والاقتصادية والإعلامية لصالح القضايا العربية القومية، وأن تنسق تحركاتها مع باقي الدول العربية تحقيقاً لسياسة عربية موحدة لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية.

كما أوصت الدراسة بأن تعمل القيادة الإماراتية على وضع خطة وطنية عامة وشاملة هدفها تقديم الدعم المتواصل للشعب الفلسطيني لزيادة قدرته على الصمود فوق أرضه والتمسك بثوابته، ومواجهة بطش المحتلين والمستوطنين، والعمل على التقريب بين وجهات النظر والجسر على الهوة بين الفرقاء المتخاصمين من أبناء الشعب الواحد وإنجاز عملية المصالحة الفلسطينية وطي صفحة الانقسام البغيض.

كما أوصت دولة الإمارات ببناء علاقة متميزة بين الإمارات وفلسطين، بحيث لا تتعارض ولا تمنع ولا تقطع الطريق على أي علاقة مع أي دولة أخرى، بحيث تكون واضحة وصريحة وقادرة على استثمار النفوذ الإقليمي وتصليب الجبهة التفاوضية الفلسطينية، في إطار علاقات فلسطينية قائمةً على الثقة المتبادلة وعلاقات تضامنية تنسيقية عربية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.