النجاح الإخباري -  افتتح بنك فلسطين في السابع من تشرين الثاني الماضي خلال حفل رسمي كبير مكتبه التمثيلي الثاني خارج فلسطين في العاصمة التشيلية سنتياغو. وحضر الحفل مجموعة من رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال الفلسطينيين في بلاد الاغتراب من مختلف دول العالم. فقد حضر من الولايات المتحدة فاروق الشامي صاحب مجموعة CHI العالمية لمستحضرات التجميل، وهي إحدى أكبر الشركات العالمية المختصة بالتجميل والعناية بالبشرة. ومن الإمارات العربية المتحدة رجل الأعمال مالك ملحم، صاحب مجموعة ريتش القابضة، بالاضافة الى عدد من كبار رجال الأعمال من أصول فلسطينية وأصحاب الشركات في أمريكا اللاتينية الذين استطاع البنك تطوير علاقات نافذة معهم خلال السنوات القليلة الماضية، من أبرزهم خوسيه سعيد، وألبيرتو قسيس، وغونزالو سعيد، ورينيه أبو مهر. بالإضافة الى هاشم الشوا، رئيس مجلس الإدارة بنك فلسطين، وعزام الشوا، محافظ سلطة النقد الفلسطينية.
وتمكن بنك فلسطين من خلال مكاتبه التمثيلية من بناء جسور التواصل وفتح آفاق جديدة للعلاقات الاقتصادية مع المجموعات المالية المتنفذة في بلاد الاغتراب لتشجيعهم على البدء في الاستثمار داخل فلسطين في مختلف القطاعات الاستثمارية والمالية والإنتاجية والزراعية والصناعية وغيرها، أملاً في تطوير الإقتصاد وتشغيل الأيدي العاملة وتخفيف البطالة وتحقيق رفاه اقتصادي واجتماعي برغم الظروف السياسية الصعبة التي تعيشها الأراضي الفلسطينية.
ويقول هاشم الشوا، رئيس مجلس إدارة بنك فلسطين بأن التطلع الى جمهورية تشيلي ينبع من جهتين، الأولى كانت بدافع التشبيك والتفاعل حيث أن تشيلي عضو فاعل في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي مما يترجم الى آفاق لعلاقات تجارية واسعة النطاق مع دول آسيا والمحيط الهادي والولايات المتحدة، أما من الجهة الأخرى فنهدف الى الاستفادة من الإمكانيات التي تمتلكها الجالية الفلسطينية هناك، كونها جالية كبيرة حققت نجاحات اقتصادية واجتماعية وتمكنت من ترسيخ وجودها كجزء مهم من المجتمع التشيلي، حيث أن عدد أفراد الجالية الفلسطينية يبلغ في تشيلي 350 ألف فلسطيني، في حين سيكونوا جزءً من خطة كبيرة للوصول الى أكثر من مليون فلسطيني يعيشون في أمريكا اللاتينية.  مضيفاً بأن هذه العناصر اجتمعت مع بعضها لتمنح بنك فلسطين فرصة ذهبية المساهمة في تعزيز وتحسين وضع الاقتصاد الفلسطيني، عبر تبادل المعلومات والخبرات وتمويل البنية التحتية والأنظمة المالية والاقتصادية، وجذب رؤوس الأموال وإحداث تغيير إيجابي على الإقتصاد الفلسطيني وضخ استثمارات جديدة.
من ناحيتها، أبدت الجالية الفلسطينية اهتمامها بالعمل مع بنك فلسطين، والذي اعتبرته نافذتها الوحيدة الى أرض الوطن للاطلاع على فرص الاستثمار، والتعرف على الإمكانيات التي يمتلكها الاقتصاد الفلسطيني، وتزويدها بالمعلومات اللازمة عن الفرص والبيئة، مشيرين في الوقت ذاته الى أنهم قد تجاوز مرحلة التشبيك وتوطيد العلاقات الاقتصادية بمختلف أشكالها ما بين فلسطين وتشيلي. وأشار حاضرون في حفل الافتتاح الى أن الفعاليات التي نفذها البنك أعادت ذاكرتهم الى فلسطين بتضاريسها وجذورها وثقافتها. 
ويضيف الشوا بأن البنك نسج علاقات متينة مع مختلف قيادات القطاع الخاص الفلسطيني في تشيلي ونحن الآن بصدد التوقيع على اتفاقية بنك مراسل مع أكبر المصارف التشيلية والتي يبلغ حجم موجوداته 52 مليار دولار وتمتد شركاته المصرفية الى دول أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة. "إن انضمام البنك كمكتب تمثيلي الى عضوية جمعية المصارف التشيلية ذات أهمية كبيرة بحيث سننضم الى شبكة مصارف فاعلة وكبيرة تمتاز بالأنظمة المصرفية الحديثة وذات الخبرة الطويلة في تمويل التجارة وصفقات المشاريع الكبرى في تشيلي وعلى مستوى القارة اللاتينية، وسننقل اليهم تجربتنا في مجالات الشمول المالي والصيرفة الالكترونية" قال الشوا. ونوه قائلاً بأن هذه العلاقات برمتها ستسخر لنا تنويع الأدوات التمويلية المتاحة للعمل في هذا السوق بالشراكة مع المصارف التشيلية عبر قروض مساندة ومجمعة أو صناديق استثمارية تستهدف الاستثمار في الأسهم في بورصة فلسطين، ومشاريع اقتصادية كبرى في مجال البنية التحتية في فلسطين وتشيلي حيث أن تشيلي مقبلة على نهضة اقتصادية كبرى خلال السنوات القليلة القادمة فهي تعد من أكثر الدول المستقرة سياسياً، وذات نهضة اقتصادية بأفق واسعة.
وكشف الشوا، عن ان هناك اهتمام كبير في السوق الفلسطيني من جانب رجال الأعمال المغتربين الفلسطينيين، وأن هناك تفكير جدي بالاستثمار في فلسطين، بل إن عدداً منهم قد دخلو السوق الفلسطيني مسبقاً من خلال الاستثمار بالأسهم الفلسطينية، وهناك جزء ما زال بحاجة الى المعلومات والمحفزات، وعدد منهم بدأوا إجراءات فعلية للدخول في السوق الفلسطيني لكن ليست هناك تصورات عن حجم هذا الدخول. 
وأشار الشوا الى أن ذلك هو تتويج لسنوات ماضية استثمر خلالها البنك جهوداً كبيرة لتطوير علاقاته مع المغتربين في تشيلي ومختلف دول العالم، وقد أتبعها بصمم مجموعة من البرامج المصرفية المخصصة للفلسطينيين المغتربين خارج الوطن، فضلاً عن مساهماته تحسين الصورة النمطية لفلسطين أـمام المغتربين، معبراً عن أمله بان تحمل الأيام والسنوات القادمة عودة الكثير من رؤوس الأموال لتستثمر في فلسطين ومن أجل فلسطين.  
وكانت قصة نجاح البنك الذي تأسس عام 1960 مثار إعجاب الجهات المختلفة في كل المؤتمرات واللقاءات، فهو شركة فلسطينية تأسست وتابعت أعمالها في ظل ظروف بالغة الدقة، وتمكن من تجاوز صعاب كثيرة، وتحقيق نجاحات في تحقيق الشمول المالي، وتطوير خدمات الدفع الالكتروني في فلسطين وعمل البطاقات وغيرها. وشكلت قصة نجاحه تجربة فريدة شجعت الكثيرين الاستفادة منها. 
من ناحية أخرى، أشار الشوا الى أن المكاتب التمثيلية الخاصة بالبنك ستعمل على تشبيك العلاقات الاقتصادية ما بين أمريكا اللاتينية ومنطقة الخليج العربي من جهة وفلسطين من جهة أخرى، كما أن المكتب التمثيلي سيلعب دوراً في توفير المعلومات حول البيئة الاستثمارية في فلسطين وجدواها، بالإضافة الى أن المكاتب التمثيلية في الخليج العربي وأمريكا اللاتينية ستلعب دوراً دولياً في العلاقات الاقتصادية العالمية إذا ما تمكن من تعزيز حجم التبادل التجاري ما بين الطرفين والتي تبدو محدودة في الوقت الحالي ووصلت الى 2.5% فقط. 
وعلى هامش الحفل الافتتاحي للمكتب التمثيلي في العاصمة التشيلية سنتياغو، قام البنك برعاية مؤتمر تقاليد وهو أول مؤتمر للجالية الفلسطينية في أمريكا اللاتينية والذي حضره ما يزيد عن 2000 مغترب فلسطيني من معظم دول أمريكا اللاتينية، بالإضافة الى الفعاليات التي تخللت التحضيرات للافتتاح، فقد تم تنظيم لقاءات و نشاطات ثقافية، واجتماعية، وفنية واقتصادية سبقها زيارات الى البنك المركزي التشيلي، وتنظيم عشاء عمل لرجال وسيدات أعمال فلسطينيين من غواتيمالا، والاكاوادور ونيكاراغوا وتشيلي والسلفادور، وكما تضمن المؤتمر ورشات عمل ألقاها جورج الأعمى مستشار البنك  للفن والثقافة عن تاريخ مدينة بيت لحم والمغتربين.
ومن الجدير ذكره الى أن بنك فلسطين افتتح أول مكتب تمثيلي له في مركز دبي المالي العالمي، في دولة الإمارات العربية المتحدة في نيسان 2016 الماضي. وحضره حشود من رجال الأعمال الفلسطينيين والعرب في منطقة الخليج العربي.