أسيد صبيح - النجاح الإخباري - تعددت أشكال قلق العالم من قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ دخوله للبيت الأبيض. كما بقي ترامب الأكثر تداولاً في الحياة اليومية، إذ لا يخلو حديث أهل أي مكان في العالم ونشرات الأخبار منه.

يبدو مذهلا للعالم وللشعب الفلسطيني مشاهدة ترامب ينتقد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية قبيل لقاء رئيس وزراء الاحتلال "نتنياهو" بأيام قليلة، فهذا الانتقاد لم يترك "نتنياهو" وحيداً ينتظر باب البيت الأبيض حين وصوله، ولن يغير هذا الانتقاد قلب ترامب الذي وعد "إسرائيل" بالدعم الكامل ولن يدفعه لإجبار "إسرائيل" على إيقاف الاستيطان ولا التوقف عن مشروع"يهودية الدولة".

الإستراتيجية العامة للولايات المتحدة الأمريكية وسياساتها الثابتة في المنطقة، التي تحتكم لمؤسسات عميقة. منذ ولاية " هاري ترومان" في عام 1948، مروراً "رونالد ريغان" والأطرم "دونالد ترامب" حالياً، الكونغرس والبنتاغون هم من يتخذون القرار بالشراكة مع مراكز القوى الخفية.

ولان السياسية الخارجية الأمريكية تصنعها المؤسسات الدستورية ، ستبقى القضية الفلسطينية معلقة بالتزامن مع تضخم إخطبوط الاستيطان، وقضية نقل السفارة ستبقى ايضاً تحت بند التأجيل لأنها مادة ذات اهمية يستخدمها الساسة الامريكيون في معاركهم الانتخابية ، ولن تنقل السفارة في عهد الرئيس ترامب وسيبقى الإنفراج في المدى المنظور والقريب معدوم.

خمسة وأربعون رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، وتاريخ طويل في العالم، ومستقبل القضية الفلسطينية بقي حبيس التحليلات والتنبؤات والمؤتمرات ولم يدخر أي جهد من أجل رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني سوا الجهود الفلسطينية الوحيدة في ظل انشغال أمة الضاد في تقسيم المقسم وتجزئة المجزئ.

حال القضية الفلسطينية يشبه بداية الرواية الكلاسيكية الشهيرة "قصة مدينيتان" لـ"شارلز دكنز" التي تقول: "كان أفضل الأزمان وأسوأ الأزمان، كان عصر الحكمة وعصر الحماقة، كان عصر اليقين والإيمان، وكان عصر الحيرة والشكوك، كان زمن النور وزمن الظلمة، كان ربيع الأمل وشتاء القنوط".

الحكم بوجود انفراج في مستقبل القضية الفلسطينية لا يكون من خلال سياسة الفضفضة والتفريغ النفسي والكلامي، بل وفق سياسة وإستراتيجية مدعمة بالوحدة، بالوحدة بين شطري الوطن، والوحدة ما بين القيادة والشعب.