النجاح الإخباري - أشارت دراسة مسحية إلى أن الاحتلال الإسرائيلي هو السبب الرئيس للشعور بالتوتر لدى مختلف الفئات العمرية في المناطق المصنفة "ج" بالأغوار الفلسطينية الخاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية.

وأكد 42% من المستهدفين بالدراسة التي أعدها المركز الفلسطيني للإرشاد، وحملت عنوان "تقييم الاحتياجات النفسية والاجتماعية وحماية الطفل للمنطقة "ج" من غور فلسطين" أن الهجمات التي يشنها الاحتلال ومستوطنوه هي السبب الرئيس للقلق والتوتر، الذي يصيب حياتهم، وشعورهم بعدم الأمان، وعيشهم في خوف دائم على حياتهم، وسبل معيشتهم.

 وشملت الدراسة 9 قرى وبلدات وتجمعات البدوية في أريحا والأغوار الفلسطينية (فصايل، والجفتلك، والنويعمة، وعين الديوك، ومرج نعمة، ومرج غزال، والزبيدات، والعوجا، وسطح البحر، والنبي موسى)، وذلك بالتعاون مع مؤسسة أطفال الحرب الهولندية، والحركة العالمية للدفاع عن الاطفال فرع فلسطين، ومؤسسة "سوا".

 وكانت الدراسة ونتائجها مدار بحث ونقاش في الورشة التي نظمها المركز الفلسطيني في مقر محافظة أريحا والأغوار وسط أريحا، بحضور نائب محافظ أريحا والأغوار جمال الرجوب، ومدير المركز رنا النشاشيبي، و"آنا برت" عن مؤسسة أطفال الحرب الهولندية، ومحمد الحواش مدير عام الارشاد بوزارة التربية والتعليم، وممثلين ومدراء عن وزارة الشؤون الاجتماعية، والعمل، والزراعة وشرطة حماية الأسرة، ومركز تواصل النسوي.

وتظهر نتائج الدراسة أن العديد من الأطفال يعانون من الكوابيس المتكررة في نومهم في منطقتي سطح البحر، والنبي موسى، وتأكيد الأهالي أن سبب خوف وهلع أبنائهم هو تعرضهم لهجمات مستمرة من قبل قوات الاحتلال، والمستوطنين، أثناء الليل.

 ونوه الباحثون الميدانيون في الدراسة، إلى أنه رغم ظروف الحياة القاسية التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي، فإن المشاركين في الدراسة المسحية متحدون داعمون لبعضهم، وتؤكد الدراسة كذلك انهم مستمرون بالقيام بواجبات حياتهم اليومية، ويظهرون الحد الأدنى من علامات انخفاض مستويات الاداء والانتاجية.

وأشار الرجوب في كلمته، إلى أهمية مخرجات الدراسية، والأرقام المسحية، والى ضرورة وجود دراسات ميدانية وعلى أسس علمية لتشكل لصانع القرار، والمسؤول قاعدة بينات سليمة، تمكنه من اتخاذ القرار السليم، مؤكدا أن تعليمات الرئيس للحكومة وللمحافظة والدوائر العاملة بالأغوار ببذل أقصى جهد ممكن، لدعم صمود المواطنين.

فيما أشارت النشاشيبي إلى الجهد الذي قامت به طواقم البحث الميداني في الأغوار الفلسطيني وفق منهجية البحث العلمي، واختيار عينة المسح المستهدفة لتمثل كل الشرائح التي تعيش في المناطق "ج" في الأغوار الفلسطينية.

وتطرقت إلى تضافر الجهود بين مختلف المؤسسات التي شاركت، وإلى دور مؤسسة اطفال الحرب الهولندية، وكذلك الشركاء الفعالين إلى جانب وزارة التربية والتعليم، وتعاون مختلف المؤسسات ذات العلاقة.

 بدوره، تحدث الحواش عن الدور الذي تقوم به وزارة التربية والتعليم، مؤكدا أهمية الارشاد والدعم النفسي والتربوي.

وقدمت نسرين بوشية شرحا مفصلا عن الدراسة ولتوصيات الصادرة عنها والوليات احتياجات المنطقة من الخدمات في مختلف القطاعات.

وبينت ريما عوض مديرة دائرة التطوير بالمركز لـ"وفا" أن الأغوار الفلسطينية والسكان هناك، واستنادا إلى المشاهدات الميدانية، والتوصيات الصادرة عن الدراسة، تتعرض إلى هجمة استيطانية شرسة من قبل الاحتلال، ومستوطنيه، وما زالت المنطقة تحتاج الى الكثير من البنى التحتية، وتضافر الجهود من مختلف المؤسسات.

وشددت على أن الاحتلال هو العقبة امام التنمية في تلك المنطقة، مشيرة إلى الاحتياجات المطلوبة لتطوير الخدمات التعليمية، والصحية، وضرورة تمكين وتنظيم المجتمعات المحلية، في مجال حماية الطفل.