النجاح الإخباري - مع انتهاء موسم الصيف بأنشطته الكثيرة وعودة الأطفال إلى مدارسهم، تبرز في الوقت نفسه الحاجة إلى العودة إلى نظام غذائي متوازن يساعد الطفل على اتّباع نمط الحياة الصحي الذي تتطلبه دراسته بشكل خاص.

في هذا الإطار، تؤكد اختصاصية التغذية نيفين بشير أهمية الحرص على الغذاء السليم للطفل لتأسيس بنيته السليمة والصحيحة. كما أعطت كل النصائح التي تحتاج إليها الأم ليعود طفلها إلى الطريق الصحيح في التغذية من الأيام الأولى له في المدرسة.

ثمة أطفال كثر يصعب إرضاؤهم في الأكل، كيف يمكن تصحيح النظام الغذائي الخاص بهم من دون أن يشعروا بالحرمان، ومن دون زيادة الضغوط عليهم؟

صحيح أن هناك أطفالاً يصعب إرضاؤهم في الأكل، ويصعب إيجاد ما يعجبهم من الأطعمة الصحية. وهؤلاء تحديداً هم الذين يصعب تأمين حاجاتهم الغذائية لأنهم يميلون غالباً إلى اللقمشة غير الصحية عندما لا يجدون ما يعجبهم من الأطعمة الصحية.

هنا يأتي دور الأم في تشجيع طفل من هذا النوع على الأكل الصحي بطريقة ذكية من دون الضغط عليه من خلال ترغيبه بطرق متنوعة وجذابة، سواء في طريقة تقديم الأكل له أو في التنويع في الأكل أو في طريقة التحضير، ليأكل ما هو صحي ومفيد فتؤمّن حاجاته الغذائية كافة وينمو بطريقة سليمة.

ما هي تحديداً هذه الطرق التي يمكن أن تساعد الطفل على تناول الأكل الصحي؟

ثمة طرق عدة لجذب الطفل إلى الأكل وترغيبه بالأكل الصحي وإقناعه بما هو مفيد. لكن من المهم أولاً التشديد على أهمية اعتياد الطفل منذ الأشهر الأولى التي يبدأ فيها بالأكل على روتين معين ونظام يقضي باعتماد توقيت ثابت للأكل يتناول فيه وجباته اليومية.

فتوقيت الوجبات له أهمية كبيرة في روتين الطفل اليومي إذ يعزز لديه فكرة الانضباط ويساعده على تقدير أهمية الأكل الصحي ضمن نظام متوازن.

أيضاً يبدو اجتماع الأهل حول المائدة عادة جيدة تشجع الطفل على الأكل، وبشكل خاص على الأكل الصحي فيكون له كرسيّه الخاص إلى جانب أهله ويشاهدهم وهم يأكلون فيشكلون مثالاً جيداً له لتشجيعه على الأكل الصحي، ويتحول ذلك إلى عادة بالنسبة إليه ونمط لا يتخلّى عنه.

من الطبيعي أن يحتاج الطفل عموماً وتلميذ المدرسة خصوصاً إلى غذاء صحي متوازن يؤمّن كل حاجاته الذهنية والجسدية، ما نوعية الغذاء الذي يجب أن تعتمده الأم لتؤمّن حاجات طفلها؟

تعتبر نوعية الغذاء المعتمد للطفل في غاية الأهمية ولها تأثير كبير في صحته الجسدية وفي قدراته الفكرية، وتفوق من حيث الأهمية الكميات التي يمكن أن يتناولها. النظام الصحي والمتوازن الذي يحتوي على مختلف العناصر الغذائية التي يحتاج إليها الطفل لنموّه السليم يجب أن يرتكز على النشويات والبروتينات والدهون فيدعم مناعة الطفل ويقوّيها.

يعشق الأطفال تناول الأطعمة غير الصحية التي لا تحتوي على مكونات غذائية ومفيدة كالتشيبس والشوكولاته، كيف يمكن منعهم من تناولها من دون أن يشعروا بالحرمان، خصوصاً في أيام المدرسة التي قد تزيد فيها الرغبة في تناولها؟

من الطبيعي أن يميل الطفل إلى تناول الأطعمة غير الصحية. لكن من الضروري الحد من تناولها من دون منعه بشكل تام حتى لا نولّد لديه ردَّ فعلٍ عكسياً مع شعوره بالحرمان.

علماً أنه خلال العام الدراسي يعود الطفل إلى النظام ويسهل عندها أكثر أن يشعر بالانضباط في مجال الغذاء أيضاً. وهنا يأتي دور الأم لتستغل هذه المرحلة وتركز على الأطعمة الصحية كالطهو والسلطات الغنية بالألياف والفيتامينات والمعادن الضرورية لجسم الطفل.

...وأيضاً

من المهم جداً إدخال السمك المشوي إلى غذاء الطفل بما لا يقل عن 3 مرات في الأسبوع لغناه بالأوميغا 3 الذي يعزز وظائف الدماغ ويزيد القدرات الفكرية للطفل وينمّي ذكاءه، إضافة إلى قدرته على تحسين مناعته.

الفاكهة أساسية

يعتبر تناول الفاكهة أساسياً للطفل لفوائدها الكثيرة، فهي تحتوي على سكر الفروكتوز الذي يؤمّن الطاقة للجسم. هذا إضافة إلى غنى الفاكهة بالفيتامنات والمعادن ومضادات الأكسدة التي تقوّي الجسم وتطرد السموم التي يتعرض لها الطفل نتيجة التلوث والعوامل التي يتعرض لها في محيطه.

الحليب ومشتقاته رغم الرفض

قد يرفض الطفل تناول الحليب ومشتقاته في كثير من الأحيان، لكن من الضروري أن يعتاد على تناولها بمختلف الطرق، حيث يجب أن يعتاد على تناول حصة أو حصتين منها يومياً على الأقل، سواء بشرب الحليب أو بتناول الألبان أو الأجبان.

ماذا إذا رفض الحليب؟

إذا كان الطفل يرفض تناول الحليب، على الأم أن تعدّ له الحلويات التي تحتوي عليه كالأرز بالحليب والكاسترد والمهلبية. كما يمكن وضع اللبن السائل في القناني ليشربها الطفل بدلاً من الحليب. فالأهم أن يأخذ الطفل حاجته من الفيتامين «د» الموجود في الحليب ومشتقاته.

العصير المعلّب والعصير الطازج

يعشق الأطفال تناول العصير، ويتناوله معظم الأطفال في المدرسة. لكن في الواقع تحتوي العصائر المعلّبة على الكثير من السكر والمواد الحافظة. لذا، تعتبر العصائر الطبيعية المُعدّة في المنزل هي الفضلى.

أما العصائر المفضلة التي يجب التركيز عليها فهي تلك الغنية بالفيتامين C التي تقوّي مناعة الطفل وتحميه من الرشح والأمراض، خصوصاً أنه خلال العام الدراسي ونتيجة الاختلاط في المدرسة يصبح الطفل أكثر عرضة لالتقاط العدوى، ومن المهم أن تحرص الأم عندها على حصول طفلها على الفاكهة الغنية بالفيتامين C كعصير البرتقال الطازج والكيوي.

أفكار كثيرة لوجبات صغيرة صحية

من المهم أن يجد الطفل معه وجبات صغيرة صحية للقمشة بدلاً من أن يتجه إلى أطعمة غير صحية غنية بالدهون والوحدات الحرارية كالتشيبس والشوكولاته. إذ إن ثمة بدائل صحية دائماً يمكن اللجوء إليها:

· المقرمشات الصحية كالـBread sticks المشوية كبدائل من التشيبس.

· الفاكهة المجفّفة كالتمر والزبيب الغنيين بالمغنيزيوم والحديد.

· المكسرات النيئة كاللوز والجوز لغناهما بالدهون المفيدة لدماغ الطفل ولتنشيط ذاكرته. إضافة إلى غناهما بمضادات الأكسدة التي تحمي القلب والشرايين.

· الجزر والخيار والبندورة الكرزية مع صلصة صحية كاللبنة فيحصل الطفل على حاجته من الفيتامين "د" في الوقت نفسه، كما يحصل على الفيتامينات والمعادن الموجودة في الخضر.

الاستثناء ممكن...

من وقت إلى آخر لا ضرر من إعطاء الطفل البسكويت بالشوكولاته، لأن الحرمان التام يسبب ردّ فعلٍ عكسياً من جانبه بحيث لا يعود يتقبل الأطعمة الصحية رغبةً منه في تناول تلك غير الصحية. لذا، لا يعتبر الحرمان التام لمصلحة الطفل، خصوصاً إذا كان من النوع الذي يصعب إرضاؤه.