النجاح الإخباري - قال القائم بأعمال رئيس جامعة النجاح الوطنية الدكتور ماهر النتشة ان الجامعة تستعد لاستقبال الدفعة الثانية من الطلبة الناجحين في الثانوية العامة "الإنجاز"، وأن المجال لا زال مفتوحا امامهم للالتحاق والتسجيل بالجامعة.

وقال الدكتور النتشة خلال لقاء خاص لجريدة "القدس" ان الجامعة تعمل لاستقبال اكبر عدد ممكن من طلبة "الانجاز"، وان تسجيل كل من الطلبة القدامى والجدد سيستمر قرابة الاسبوع بعد انتهاء اجازة العيد، أي بحدود تاريخ 12/9 مرجعا سبب ذلك الى اختلاف نظام الثانوية العامة هذا العام ووجود جلستين.

وبين ان الجامعة قبلت في العام الماضي حوالي 6200 طالب جديد، فيما بلغ عدد المسجلين هذا العام حتى الان حوالي 4900 طالب جديد، وهذا يعني ان القدرة الاستيعابية للجامعة لم تصل الى نهايتها بعد.

ولفت الى ان بعض البرامج الاكاديمية اقفلت بعد ان استوفت العدد المطلوب، مثل الطب البشري وبرنامج السمع والنطق، لكن باقي البرامج مفتوحة، وكذلك برامج كليتي مجتمع النجاح وهشام حجاوي التكنولوجية.

واشار الى ان العام الدراسي الجديد في الجامعة بدأ في 20/8 وفق الخطة المقررة للعام 2017-2018، وخصص الاسبوع الاول للسحب والاضافة، وان تسجيل الطلبة القدامى والبالغ عددهم اكثر من 18000 طالب بدأ مع بداية شهر 7 وتم تسجيل 90% منهم حتى الان، موزعين على 140 برنامج بكالوريوس وماجستير ودكتوراه.

وقال ان عدد طلبة الجامعة حاليا بلغ 22500 طالب، وفي هذا العام خرجت الجامعة 4000 طالب، وتحفل غدا بتخريج فوج الفصل الصيفي والذي يضم حوالي 700 طالب.

وقال الدكتور النتشة ان طلاب الجامعة هم من ابناء الشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجده في الضفة والداخل والشتات، من بينهم 1200 طالب من الداخل، متوقعا زيادة اعداد طلبة الداخل في الاسابيع القليلة القادمة بعد توقيع اتفاقيات مع عدد من المؤسسات الاكاديمية الفلسطينية في الداخل.

واكد على إلغاء كافة الفروق بين الطلبة من حملة الثانوية العامة و"البجروت"، منوها الى انه في السابق كان هناك اختلاف في معاملة طلبة الداخل في كلية الطب البشري، لكن في العام الحالي لا يوجد اي اختلاف في المعاملة سواء في معدلات القبول او رسوم التسجيل.

سلسلة انجازات

واستعرض الدكتور النتشة أهم الانجازات التي حققتها الجامعة خلال العام الدراسي 2016-2017، فعلى صعيد البرامج الاكاديمية، تم الحصول على اعتماد برنامج ماجستير التمويل، وفرعي لغة عبرية للبكالوريوس، وقريبا يمكن ان يكون هذا التخصص رئيسيا.

وقال ان الجامعة بدأت بزيادة عدد برامج التخصص الفرعي، خاصة في تخصصات التربية، وذلك لتسهيل عملية التوظيف لخريجي كليات العلوم والعلوم الانسانية، ضاربا مثلا على ذلك برنامج رياضيات رئيسي وفرعي تربية.

واوضح ان هذه الخطوة تهدف لتلبية متطلبات التوظيف في وزارة التربية، حيث يتم تفضيل المعلمين الذين لديهم تخصصات علمية وخلفية تربوية في الوقت ذاته.

وذكر ان الجامعة تقدمت بطلب اعتماد لبرنامج دكتوراه في الشريعة، بالتعاون مع جامعتي القدس والخليل، وماجستير في الاعلام، وبكالوريوس في مجال تكنولوجيا المعلومات وفق التعليم المزدوج وهو مختلف عن البرامج الاخرى، حيث سيكون التعليم في مكان العمل.

كما تقدمت بطلب اعتماد لبرنامج بكالوريوس تصميم ازياء، وماجستير تربية خاصة، وبكالوريوس طب اسنان، وبكالوريوس دكتور بصريات، وهي في المرحل النهائية للحصول على اعتماد دكتوراه الشريعة.

وتطرق النتشة الى جهود الجامعة للتغلب على مشكلة ضعف الاقبال على بعض البرامج، حيث بدأت بخطة لتغيير المسميات والخطط، ومن ضمن تلك الخطة تم استحداث برامج التخصصات الفرعية.

وقال انه تم ادخال تخصصات من كلية العلوم مع تخصصات التربية، وتم ادخال تخصص GPS مع تخصص الجغرافيا، وتم ادخال السياحة الى تخصص الاثار الذي تم تجميده سابقا لعدة سنوات، وكذلك تم ادخال تخصص البيوتكنولوجي الى الاحياء، وادخال الكيمياء التطبيقية الى الكيمياء.

واوضح ان هناك 54 برنامج ماجستير ودكتوراه في الجامعة، وان ما يحد من فتح برامج دكتوراه ودراسات عليا جديدة هو الضوابط التي تضعها هيئة الاعتماد والجودة لترشيد فتح برامج جديدة، وكذلك لان فتح برنامج جديد يتطلب توفير شروط معينة من كادر تدريس ومختبرات ودوريات علمية.

ومن اهم الانجازات التي تحققت في 2016 وضع خطة استراتيجية خمسية تنتهي عام 2021 وتغطي 12 محورا بمختلف المجالات، ومنها ان تكون الجامعة خضراء، وزيادة عدد الخلايا الشمسية، واناء شبكات لمياه الامطار، وتطوير وتحسين مرافق الجامعة، والتفاعل مع القطاع الخاص.

واشار الى تفوق الجامعة في مجال الخدمة المجتمعية، ووفق تقييم المؤسسة الاوروبية IEP التي قيمت الجامعة فان اكبر نقطة تفوق للجامعة كانت في مجال خدمة المجتمع.

واكد ان للجامعة دور كبير في التفاعل مع المجتمع الفلسطيني، موضحا ان هناك 5000 طالب يسجلون سنويا في مساق خدمة المجتمع، ومن خلال مركز الخدمة المجتمعية، يتم توجيههم للقيام بانشطة مجتمعية مختلفة.

البحث العلمي

وتحدث الدكتور النتشة عن الاهتمام الخاص الذي توليه الجامعة للبحث العلمي، لافتا الى ان باحثي الجامعة نشروا خلال العام الدراسي المنصرم 200 بحث في مجلات عالمية معتمدة من "سكوبس" و"ثومسون رويتر" وغيرها.

وقال ان الجامعة أنشأت شبكة بحثية مع العديد من المجلات العالمية، وهذا انجاز كبير يسجل لفلسطين.

وخلال ايام قليلة سيتم افتتاح مختبر الاعصاب في كلية الطب، وهو مختبر فريد من نوعه، وسيعمل نقلة نوعية في مجال الابحاث في مجال علم الاعصاب.

كما تم افتتاح مختبر الحيوانات الاول من نوعه في فلسطين، وتم الحصول على تشريع من الرئيس محمود عباس لاجراء ابحاث طبية على متطوعين، كما هو معمول به في الدول المتقدمة.

وذر ان الجامعة في المراحل النهائية للحصول على ترخيص وحدة التكافؤ الحيوي، بالتعاون مع الصناعات الدوائية، مبينا ان هذه الوحدة ستوفر مبالغ ضخمة على مصانع الادوية التي تضطر حاليا لارسال العينات لعمل التحاليل عليها الى مختبرات مشابهة في الاردن واسرائيل، لكن وجود هذه الوحدة سيجعل هذه الابحاث في متناول اليد.

ولفت الى ان جامعة النجاح كانت من السباقين في اعطاء جوائز ومكافآت للباحثين، وفي هذا العام كرمت 60 باحثا.

واشار الى وجود حوالي 150 مبتعثا من الجامعة حاليا لاكمال دراساتهم العليا في جامعات العالم، مضيفا ان عملية الابتعاث عملية مستدامة ومتواصلة.

التصنيفات العالمية

واشار الدكتور النتشة الى تقدم الجامعة واحتلالها مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية، مبينا انها في العام 2016 كانت الجامعة الاولى في فلسطين حسب تصنيف US news & world report وتصنيف "ويب ماتريكس" وتصنيف "غرين ماتريكس"، والجامعة الثانية فلسطينيا في تصنيف QS .

وقال ان التصنيفات العالمية تهم كل جامعة، لانها تنعكس على سمعتها وقدرة خريجيها على المنافسة في اسواق العمل المحلية والخارجية.

واضاف: "نعطي التصنيفات اهمية كبيرة، ونركز في خططنا الاستراتيجية على البحث العلمي"، مؤكدا ان الجامعة تتقدم بشكل سريع في جودة الابحاث وعددها، مما ينعكس ايجابا على نتائجها في التصنيفات العالمية وسمعتها في الداخل والخارج.

البنية التحتية

وفي مجال البنية التحتية، اشار الدكتور النتشة الى افتتاح مبنى القانون ومبنى المراكز العلمية بحضور رئيس الوزراء ورئيس مجلس الامناء، ومبنى كلية الشريعة في الحرم القديم الشهر الماضي.

واضاف انه تم زراعة 10 دونمات من اصل 70 دونما تملكها الجامعة في قرية النصارية، بعدة محاصيل مثل الازهار والفراولة، لتدريب طلبة كلية الزراعة، وهناك تفكير بزراعة النباتات الطبية.

مستشفى الجامعة

وتحدث الدكتور النتشة عن مستشفى النجاح الجامعي الذي يعد امتدادا لكلية الطب في الجامعة.

واوضح ان الهدف من انشائه كان تدريب طلبة الجامعة في التخصصات الطبية، وان يكون للجامعة دور فاعل في القطاع الطبي، وجاءت فكرة انشائه من رئيس الجامعة الدكتور رامي الحمد الله.

واشار الى ان الجامعة ومن خلال اتفاقية وقعتها مع لجنة زكاة نابلس، حصلت على مباني المستشفى والتي تم تأهيلها كليا، منوها الى دور عمداء كلية الطب وعلوم الصحة ومدراء المستشفى الايجابي في تطوير الكلية والمستشفى.

وعبر عن فخر الجامعة بوجود هذا المستشفى الذي يضم ضمن المرحلة الاولى اقسام الطوارئ، وغسيل الكلى، والسرطان، وجراحة القلب، والعيادات الخارجية، والعيون، مبينا ان هذه الاقسام تتمتع بأداء متميز، واستطاعت الجامعة استقطاب كوادر فلسطينية من اوروبا وعلى مستوى عالمي.

وقال ان الجامعة تعمل على انشاء وحدة جراحة القلب للاطفال بالتعاون مع جامعة نابولي التي تربطها بها اتفاقية تعاون وتوأمة، مبينا ان هذه الوحدة باتت في المراحل الاخيرة وسيتم افتتاحها خلال عدة اشهر.

واشار الى انه تم البدء بالمرحلة (D) من مراحل انشاء المستشفى، وهي مبنى ضخم عبارة عن برج، ومن المتوقع ان ترتفع القدرة الاستيعابية للمستشفى بعد انتهاء هذه المرحلة الى 650 سريرا، الامر الذي سيحدث نقلة نوعية في الجراحات المتقدمة وزراعة الاعضاء.

وبالتوازي مع ذلك، تعمل الجامعة على تأهيل الكادر البشري للمستشفى، وبدأت منذ سنوات بابتعاث الاطباء بتخصصات طبية مختلفة الى دول عربية وغربية لتوفير الكادر البشري واستقطاب الكفاءات، وأكد النتشة انه وعلى المدى القريب سيكون المستشفى رائدا في مجال الخدمات الطبية في فلسطين.

وشدد على ان المستشفى هو جزء من الجامعة، ويحمل رسالة الجامعة، وان ادارة المستشفى هي جزء من ادارة الجامعة، خاصة وان جزءا من اعضاء مجلس امنائه هم اعضاء بمجلس امناء الجامعة.

واضاف: "نحن نعمل كفريق واحد، ونجاح المستشفى هو نجاح للعاملين والادارة، مثلما ان نجاح الجامعة هو ثمرة العمل الجماعي لاسرة الجامعة من عاملين وطلبة".

الجامعة والإعلام

وتناول الدكتور النتشة اهتمام الجامعة بقطاع الاعلام لايصال رسالتها وخدمة المجتمع، مبينا ان الجامعة لديها عدة برامج اكاديمية في مجال الاعلام، وهي الصحافة المكتوبة، والاذاعة والتلفزيون، والعلاقات العامة.

وقال ان الجامعة انشأت قبل 15 سنة اذاعة "صوت النجاح" بهدف تدريب طلبة كلية الاعلام وخدمة المجتمع، وقبل سنتين انشأت فضائية النجاح كذلك لتدريب الطلبة ولنشر قضيتنا الوطنية رغم انها تشكل عبئا ماليا كبيرا، وتلا ذلك انشاء موقع النجاح الاخباري قبل عدة شهور.

واضاف ان مركز الاعلام بالجامعة يعمل به 80 موظفا معظمهم من خريجي الجامعة، ومعظم البرامج التي يعرضها هي من انتاجه، وبدأ حديثا بانتاج افلام تقدمت لمسابقات عالمية، واطلقت الفضائية قبل ايام دورة برامجية جديدة.

ويدرس المركز حاليا استحداث مركز لتدريب الصحفيين من غير الطلبة.

رفع الاقساط

وفيما يتعلق بسياسة الجامعة لرفع الاقساط، اوضح الدكتور النتشة ان قسط الطالب يغطي بالمعدل 60% من التكلفة الحقيقية للطالب.

وأكد ان رسوم الساعة المعتمدة في جامعة النجاح هي الاقل لنفس التخصص بين باقي الجامعات العامة في فلسطين.

واضاف انه في بعض البرامج، لم يتغير سعر الساعة المعتمدة منذ 20 عاما، ولهذا بدأت الجامعة منذ سنوات قليلة بالزيادة التدريجية في اسعار بعض البرامج، وفي هذا العام رفعت سعر ساعة الفنون من 26 دينارا الى 35 دينارا، وللطلبة الجدد فقط.

واوضح ان الجامعات تمر بظروف مالية صعبة، خاصة وان السلطة الوطنية تعهدت بدعم الجامعات بمبلغ 80 مليون دولار، ثم خفضت هذا المبلغ الى 20 مليونا، وفعليا لا يتجاوز المبلغ المليوني دولار تتوزع على حوالي 15 جامعة.

واضاف ان هذا يضع ادارات الجامعات امام مشاكل وتحديات كبيرة، وبعض الجامعات اعلنت عجزها المالي وبدأت بصرف اجزاء من الراتب للعاملين، مما يهدد الاستقرار فيها.

واشار الى ان الجامعة بالمقابل تقدم الكثير من المنح والاعفاءات لطلبتها، ومنها منح الطالب المتفوق، ومنح ابناء العاملين، ومنح ابناء واشقاء الشهيد، ومنح لطلبة كلية الزراعة والطب البيطري تغطي السنة الاولى كاملة، ومنح لطلبة اساليب التدريس اذا كان معدل الطالب في التوجيهي اعلى من 90.

وهناك منح جزئية من اهل الخير للطلبة المتفوقين من اسر فقيرة، ويغطي صندوق الاقراض الفلسطيني من 20-70% من الرسوم، ويكون التسديد بعد التخرج والعمل.

رابطة خريجي النجاح

وتحدث الدكتور النتشة عن اللقاء الثاني لرابطة الخريجين، والذي سيقام اليوم الاحد وسيكون مخصصا لمن تخرجوا في الفترة بين عامي 2001-2010.

ولفت الى ان مجلس الامناء وافق على انشاء هذه الرابطة، وهناك 60 الف خريج موزعين في انحاء العالم، بعضهم استلم مناصب قيادية، وبعضهم اصبح من الهيئة التدريسية ويحمل اعلى الدرجات العلمية، موضحا ان الجامعة استطاعت التواصل مع 11 الف خريج منهم حتى الان.

وقال انه سيتم قريبا اجراء انتخابات لاختيار هيئة ادارية للرابطة، وسيكون لها نظام داخلي معتمد من مجلس الامناء، والهدف منها هو دعم وتعزيز دور الجامعة ورفع مستواها محليا وعالميا.