النجاح الإخباري - تتجسد معاناة الحياة اليومية في الضفة الغربية من خلال سلسلة من الحواجز العسكرية التي ترسخ الألم والتعقيدات في حياة الفلسطينيين. 

عشرات الحواجز التي تخنق المدن وتقيّد الوصول وتشل حركة المواطنين وعجلة الاقتصاد في الضفة، بالإضافة إلى هدر وقت الموظفين وتعطيلهم لا تقتصر هذه القصة على حاجزي عورتا والمربعة فحسب، بل تمتد إلى أرجاء الضفة الغربية كافة، حيث تُثقل الحواجز كاهل المواطنين بأعباء جمة.

وتشهد مدينة نابلس شمال الضفة الغربية تكدسًا لمئات السيارات عند الحواجز، حيث يغمر الغموض العابرين الذين يجهلون موعد إمكانية عبورهم، وقد يمتد الانتظار لتسع ساعات لقطع مسافة قليلة.

وقد أقامت قوات الاحتلال عشرات الحواجز العسكرية بعد السابع من أكتوبر،  إضافة إلى الحواجز القائمة قبل ذلك، منتجهة سياسة العقاب الجماعي.

هدر الوقت

وفي تجارب رصدتها وكالة أنباء العالم العربي،يروي الصحفي صدقي ريان، الذي يمر يوميًا من هذين الحاجزين، قصة معاناته اليومية التي تكاد لا تُصدق. يقول ريان: "الحواجز تشكل عبئًا كبيرًا، لا يوجد لدينا ما يُسمى بالمستعجل أو الموعد الصحيح بسببها، فهي تهدر الوقت بلا رحمة."

أما إبراهيم الأصفر، تاجر من نابلس، فقال: إن عمله يرتبط بمدينة الخليل، ويضطر لعبور ما بين 10 إلى 15 حاجزًا عسكريًا أسبوعيًا.

ويشير الأصفر إلى التأخير وعمليات التفتيش والتنكيل التي تُمارس ضد الفلسطينيين، قائلًا: "الأمور صعبة، والمستوطنون يواجهوننا في الطريق بعد أن منحهم بن غفير الصلاحية بإطلاق النار على من يشتبه بهم."

ويشير الأصفر إلى أنه إضافة إلى التأخير الذي يحدث على الحواجز هناك عمليات تفتيش وتنكيل بحق الفلسطينيين.

وقال "يطلبون منا أن نوقف السيارة وننزل منها ونسلم مفتاحها وأرفع يدي إلى أعلى وأنزل يدي، يعني الأمور صعبة لذلك أتجنب الذهاب منذ أربعة أشهر". ويضيف "هناك المستوطنون أيضا الذين يواجهوننا في الطريق بعد أن أعطاهم بن غفير (وزير الأمن القومي الإسرائيلي) صلاحيات بأن يطلقوا النار على أي شخص يشتبهون به، والمستوطنون يحبون هذه الأشياء فيفتحون على الشخص تلقائيا".

واقع مرير

 في ظل تلك الحواجز وتبعات وجودها يجد الفلسطيني نفسه محاصرًا بين خطوط متشابكة من الظروف الصعبة. وفي ظل هذه الظروف، يستمر البحث عن الحلول الممكنة، فيحاول الكثيرون العبور من خلال مسارات ترابية على أمل الوصول إلى وجهتهم، لكن حتى تلك المسارات بحسب الفلسطينيين لم تعد آمنة في ظل انتشار مكثف للمستوطنين.

تلك الحكايات تُلخص الواقع المرير الذي يجد فيه الفلسطينيون أنفسهم محاصرين بين خطوط متشابكة من الظروف الصعبة. وفي ظل هذه الظروف، يستمر البحث عن حلول، حيث يحاول الكثيرون العبور من خلال مسارات ترابية، لكن حتى هذه المسارات لم تعد آمنة في ظل انتشار المستوطنين.